مقالات

محنة العرب

كتب /حسن علي حسن
أن ما تتعرض له الأمة العربية طوال سنوات كثيرة مضت منذ أن دنست اقدام الصهاينة الأرض المقدسة وتم زرعها في منطقة الشرق الأوسط عنوة ومنذ ذلك التاريخ والأمة العربية في محن واخفاقات واختبارات عصيبة ما تكاد تخرج من كارثة حتي تجد الأخري في انتظارها فبعد تقسيم دولة فلسطين الي دولة يهودية واخري عربية باعتراف عصبة الأمم المتحدة وبعد إعطاء الجزء الأكبر من فلسطين للصهاينة برعاية بريطانية دخلت الدول العربية مجبرة في حرب غير متكافئة وغير منظمة وعلي غير استعداد للحرب فقامت كل من مصر وسوريا والعراق والأردن ولبنان بمهاجمة الميليشيات الصهيونية المسلحة بأحدث الأسلحة في ذلك الوقت والمدعومة من بريطانيا العظمى ولولا عدم الجاهزية وعدم التخطيط الجيد للحرب واختلاف الدول الخمس فيما بينها لكان هناك رأي آخر ونتائج أخري غير النكبة التي حدثت فبسبب الصراعات الداخلية والخارجية للدول العربية والتناحر فيما بينهم قويت شوكة إسرائيل وضمت أجزاء كثيرة من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد أن هزمت التحالف العربي وعلى مدار السنوات التي تلت الحرب استطاعت إسرائيل استثمار الخلافات العربية العميقة وتناحرهم فيما بينهم وعدم وقوفهم يدا واحدة ضد هذا الكيان الغاصب وضمت العديد من الأراضي وعندما جاءت النكبة الثانية في يونيو 67 احتلت إسرائيل لأول مرة اجزاء من دول عربية أخري غير فلسطين فضمت سيناء والجولان واجزاء من الاردن ولم تستطع الدول العربية في ذلك الوقت صد هذا العدوان ولنفس الأسباب السابقة للنكبة الأولي فكل دولة عربية كانت غير مستعدة لاي حرب ولاتثق في أي دولة أخرى من جيرانها فضعفت شوكتهم أكثر وتحملت مصر لوحدها تبعات هذا الخزلان ولم يقف بجوارها أحد إلا بالكلام والشعارات فقط وبات مطالبا منها أن تسترد هي دون غيرها من الدول العربية كرامة الوطن المسلوبة واراضيه المنهوبة وبعد سنوات قليلة استطاعت مصر بسواعد أبناءها وشجاعة قيادتها وإصرارهم علي الثأر أن تستعد جيدا لاسترداد كرامتها وكرامة الأمة العربية فخاضت حرب اكتوبر المجيد في عام 73 واستطاعت قواتها المسلحة ومعها قوات من سوريا ومن بعض الدول العربية لأول مرة أن تكسر وتهزم الغطرسة الإسرائيلية وتوقف زحفها بل وتكبدها خسائر فادحة ولولا تخاذل الدول العربية مرة أخري و تراجعها عن مساندة مصر مادياً ومعنويا ووقوف أمريكا بقوة خلف إسرائيل لحدث مايتمناه كل مصري وعربي وهو زوال إسرائيل الي الأبد وبرغم أن مصر استطاعت أن تسترد كرامتها وأرضها وايقن العدو أن هناك خطا أحمر علي حدود سيناء وان الجيش المصري غير الجيوش الأخري إلا أن التشتت العربي والخلافات المستمرة دائما ما تصب في صالح إسرائيل ولو توافقت باقي الدول العربية في ذلك الوقت مع مصر واصطفت خلفها لعرف العالم كله أن الدول العربية لها درع وسيف ولها صوت مسموع ولكن التخاذل والخوف علي العروش من الزوال جعل إسرائيل تستفحل وتصل الي الحد الذي نراه الآن فهي الان تبيد شعبا أعزل بأكمله وتفنيه دون أن يحرك ذلك ساكنا من الأنظمة العربية المتخازلة ومرة أخري تركوا مصر تواجه العدوان الإسرائيلي والأمريكي بمفردها واكتفوا بإصدار البيانات والاستنكار والشجب دون وقفة جادة خلف مصر لتقوي بهم وتواجه التحديات المحيطة بالأمة فالعالم لا يعترف بالضعفاء بل يحترم الأقوياء ويخشاهم .أن محنة العرب فيما بينهم للأسف بأسهم بينهم شديد لقد تركوا الساحة خالية أمام أعدائهم وتفرقوا وضعفت شوكتهم وهزمتهم الاماني وحب الدنيا وكراهية الموت في سبيل الله وسبيل أوطانهم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى