مقالات

البلشي نقيباً لولاية ثانية… مسيرة بدأت بالحقوق وتُستكمل بالتحرير”

كتب: خالدعبدالحميدمصطفى

في مشهد ديمقراطي نادر في زمن يعاني فيه الكثيرون من فقدان الثقة بالمؤسسات، جدد الصحفيون ثقتهم في خالد البلشي، نقيباً للصحفيين لولاية ثانية، ليواصل الرجل مسيرة بدأها من بوابة الدفاع عن الحقوق، ويكملها اليوم نحو معركة تحرير الصحافة وعودة ثوابتها، في لحظة فارقة من تاريخ المهنة والوطن.

تهنئة مستحقة

يستحق خالد البلشي التهنئة والتقدير بعد فوزه بثقة الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، ليس فقط لأنه نال أعلى الأصوات، بل لأنه حافظ على إحترامه بين أبناء المهنة، مدافعاً عنهم، متحملًا ضغوطاً لا يقدر عليها إلا من آمن حقاً بأن الكلمة مسؤولية، وأن الدفاع عن حرية الرأي ليست رفاهية بل ضرورة حياة.

ولاية أولى… بصمات لا تُنسى

خلال ولايته الأولى، أثبت البلشي أنه ليس مجرد نقيب تقليدي، بل قائد لمشروع إستنهاض حقيقي لنقابة الصحفيين، بدأه من ملفات الحقوق والحريات، فأعاد إلى النقابة صوتها المدافع عن الصحفيين المعتقلين، والمناضل من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمصمم على إستعادة كرامتهم في الميدان.

شهدت النقابة في عهده الأول عودة الروح إلى جمعيتها العمومية، وإنعقاد مستمر للجانها، وتفاعل مباشر مع الأزمات، بدءاً من أزمة الصحف الورقية، مروراً بمشاكل الصحفيين بالمؤسسات الخاصة، وصولًا إلى إستعادة النقابة لدورها في المشهد العام ككيان له موقف واضح من قضايا الوطن.

حب الصحفيين… الثقة تُبنى ولا تُمنح

لم يكن فوز البلشي مجدداً مَحض صُدفة أو نتيجة فراغ، بل تعبير صادق عن حب متراكم، وثقة بُنيت على المواقف لا الوعود. فقد أثبت الرجل أنه الأقرب إلى هموم الصحفيين، حريص على أن يكون معهم في الميدان قبل أن يكون فوق المنصة، حامياً لحقوقهم حتى في أحلك اللحظات، لا يخشى المواجهة، ولا يساوم على مبادئه.

لماذا البلشي رجل هذه المرحلة؟

لأن المرحلة التي تمر بها الصحافة المصرية الآن هي مرحلة صراع بين البقاء والزوال ، بين الحقيقة والتوجيه. ولأن خالد البلشي يحمل مشروعاً واضحاً للإنقاذ، عنوانه عودة النقابة إلى دورها التاريخي، وإستعادة المهنية والكرامة، فهو بحق رجل المرحلة.

يؤمن البلشي أنه لا إستقلال للصحافة بدون تضامن مهني حقيقي، لذا فمعركته القادمة تتطلب نفس الإصرار، وربما أضعافاً مضاعفة من الجهد، خاصة في مواجهة تحديات متشابكة تبدأ من تراجع أوضاع المؤسسات الصحفية ولا تنتهي عند ملاحقة الصحفيين وتضييق المجال العام.

ختاماً.. الولاية الثانية ليست إستراحة محارب، بل جولة جديدة في معركة بقاء المهنة. خالد البلشي يدخلها مسلحاً بثقة زملائه، مدعوماً بإرث من النِضال، ومشبعاً بروح المقاومة والمبادرة. إنها فرصة جديدة لإعلاء راية الصحافة الحرة، وإعادة ترسيخ ثوابتها.

نقولها بصدق: “مبروك للصحفيين… مبروك للصحافة… خالد البلشي نقيباً لمرحلة تحتاجه، وتثق أنه أهلٌ لها.”

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى