مقالات

قمة بغداد.. هل تصبح محطة لإحياء القرار العربي وتوحيد الصف؟

 

بقلم : – ماجد مصطفى 

تُعقد اليوم القمة العربية الـ34 في بغداد وسط تحديات إقليمية متزايدة، حيث يجتمع القادة العرب لمناقشة الأزمات الكبرى التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي لا تزال تمثل محور الصراع العربي الإسرائيلي.

 وعلى الرغم من الجهود المتواصلة لإيجاد حل سياسي ينهي الاحتلال ويوقف عمليات التهجير والاستيطان، فإن الواقع يثبت أن القرارات العربية لم ترتقِ حتى الآن إلى مستوى الفعل، وظلت الجامعة العربية عاجزة عن تنفيذ أي إجراءات حقيقية تُحدث تغييرًا ملموسًا في المشهد السياسي.

 

منذ تأسيسها قبل ثمانين عامًا، مثّلت جامعة الدول العربية منصة لإصدار البيانات وإعلان المواقف الرسمية، إلا أنها لم تتمكن من فرض قرارات ملزمة أو تحقيق وحدة سياسية تجعلها قادرة على مواجهة التحديات بفاعلية.

 ورغم محاولات مصر المستمرة في دفع الدول العربية نحو اتخاذ مواقف أكثر حسمًا، فإن غياب الالتزام الجماعي حال دون تحقيق أي تقدم يُذكر في الملفات الحيوية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

 

تواجه المدن الفلسطينية إبادة حقيقية، إذ تتعرض الأحياء للدمار الكامل بفعل العمليات العسكرية، وسط تراجع الدعم العربي الفعلي، الذي لم يتجاوز بيانات الإدانة والمناشدات غير المؤثرة. وبينما تسعى مصر إلى تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي للفلسطينيين، لم تُترجم هذه الجهود إلى تحركات عربية شاملة تستطيع الضغط على إسرائيل أو فرض عقوبات اقتصادية على الجهات الداعمة للاحتلال. 

هذا التخبط العربي المستمر أضعف القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، وجعلها أكثر عرضة للاستغلال والتهميش.

 

ولطالما حملت مصر مسؤولية قيادة العالم العربي في أزماته الكبرى، وظلت الدولة الأكثر حرصًا على وحدة الصف العربي وتفعيل العمل المشترك، إلا أن هذا الدور أصبح أكثر صعوبة في ظل الانقسامات السياسية والمصالح المتباينة بين الدول الأعضاء. ومع ذلك، لا تزال مصر تدفع باتجاه إصلاح منظومة الجامعة العربية، وإيجاد آليات حقيقية لتنفيذ القرارات، والتأثير في المجتمع الدولي لصالح القضايا العربية.

 

القمة العربية ببغداد تمثل فرصة جديدة لإعادة النظر في السياسات العربية، حيث يتعين على الدول الأعضاء اتخاذ موقف واضح تجاه القضايا المصيرية بدلًا من الاكتفاء بالتصريحات الدبلوماسية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع. فإما أن تلتقط هذه القمة اللحظة التاريخية وتعيد ترتيب الأولويات العربية بما يتماشى مع الواقع الدولي، وإما أن تبقى مجرد اجتماع آخر يُضاف إلى سجل القمم التي لم تُحدث أي تغيير يُذكر. 

اعتقد أن الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان العرب قادرين على تجاوز عجزهم السياسي أم لا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى