مقالات

وصية الإسكندر المقدوني

صالح العطوان الحيالى 

الاسكندر الثالث المقدوني المعروف بأسماء عديدة أبرزها الاسكندر الأكبر والإسكندر الكبير ،والإسكندر المقدوني والإسكندر ذو القرنين ،احد ملوك مقدونيا الإغريق ومن اشهر القادة العسكرين ولد في بيلا قرابة سنة ٣٥٦قبل الميلاد وتتلمذ على يد أرسطو وقد أسس اكبر الإمبراطوريات في العالم .

 في أثناء عودته من إحدى المعارك التي حقق فيها انتصاراً كبيراً، وحين وصوله إلى مملكته، اعتلّت صحة الأسكندر المقدوني ولزم الفراش شهوراً عديدة، وحين حضرت المنية الملك الذي ملك مشارق الأرض ومغاربها ـ وأنشبت أظفارها، أدرك حينها الأسكندر أن انتصاراته وجيشه الجرار وسيفه البتار وجميع ماملك سوف تذهب أدراج الرياح ولن تبقى معه أكثر مما بقت، حينها جمع حاشيته وأقرب المقربين إليه ، ودعا قائد جيشه المحبب إلى قلبه ، وقال له:  إني سوف أغادر هذه الدنيا قريباً ولي ثلاث أمنيات أرجوك أن تحققها لي من دون أي تقصير.  فاقترب منه القائد وعيناه مغرورقتان بالدموع وانحنى ليسمع وصية سيده الأخيرة. … قال الملك:

• وصيتي الأولى: أن لايحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي ولا أحد غير أطبائي.

• الوصية الثانية: أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي.

•الوصية الأخيرة: حين ترفعوني على النعش أخرجوا يداي من الكفن وأبقوها معلقتان للخارج وهما مفتوحتان.

 وحين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره، ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال، إنما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث؟

 • أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن ، أما بخصوص الوصية الأولى ، فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع إليهم إذا أصابنا أي مكروه ، وأن الصحة والعمر ثروة لايمنحهما أحد من البشر.

وأما الوصية الثانية، حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب.

وأما الوصية الثالثة، ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك.

 • كان من آخر كلمات الملك قبل موته: أمر بأن لا يبنى أي نصب تذكاري على قبره بل طلب أن يكون قبره عادياً ، فقط أن تظهر يداه للخارج حتى إذا مر بقبره أحد يرى كيف أن الذي ملك المشرق والمغرب، خرج من الدنيا خالي اليدين.

المصادر :

الزمخشري تفسير الكشاف

المصور في التاريخ

المكتبة الشاملة 

جريدة ايلاف الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى