محمد حسونه
أصدر الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، مرسومًا دستوريًا اليوم الاثنين، يقضي بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء، في خطوة تأتي بعد تراجع المجلس عن قراره السابق بتعيين السفير دفع الله الحاج علي في المنصب ذاته.
ويُعد تعيين إدريس، الذي شغل سابقًا منصب المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، إشارة إلى توجه نحو الاستفادة من الكفاءات السودانية ذات الحضور الدولي في مرحلة مفصلية من تاريخ البلاد.
شخصية أممية بخلفية قانونية
كامل إدريس، المولود في قرية الزورات شمال دنقلا بمنطقة النوبة في شمال السودان، يُعرف بأنه أحد أبرز الشخصيات السودانية التي برزت على الساحة الدولية، خصوصًا في مجال القانون والملكية الفكرية.
يحمل إدريس درجة الدكتوراه في القانون الدولي من المعهد العالي للدراسات الدولية في جامعة جنيف، إضافة إلى بكالوريوس الفلسفة من جامعة القاهرة، وليسانس الحقوق من جامعة الخرطوم.
كما حاز شهادات متقدمة في العلوم السياسية والشؤون الدولية من معاهد مرموقة في جنيف.
مسيرة أكاديمية ودبلوماسية حافلة
عمل إدريس أستاذًا للفلسفة والقانون والقضاء في جامعات مرموقة، منها جامعة القاهرة وجامعة الخرطوم وجامعة أوهايو الأميركية، كما نال لقب أستاذ فخري في القانون من جامعة بكين الصينية.
وفي المجال الدبلوماسي، بدأ إدريس مسيرته كعضو في السلك الدبلوماسي السوداني برتبة سفير، قبل أن ينضم إلى منظمة الويبو عام 1982، حيث تولى لاحقًا إدارتها العامة. وكان له دور فاعل في لجان الأمم المتحدة، لا سيما في لجنة القانون الدولي، التي شغل عضويتها لفترتين (1992–1996 و2000–2001). كما مثل مجموعة الدول النامية كمنسق ومتحدث رسمي في عدد من المحافل.
لغات وثقافات متعددة
يتقن الدكتور كامل إدريس ثلاث لغات بطلاقة: العربية والإنجليزية والفرنسية، كما لديه إلمام باللغة الإسبانية، وهو ما عزز من حضوره الدولي في المحافل القانونية والدبلوماسية.
دلالة التعيين
يأتي تعيين إدريس في لحظة مفصلية، وسط التحديات السياسية والأمنية التي يمر بها السودان، في وقت يأمل فيه السودانيون أن تسهم الخبرات الدولية والرصيد المهني للدكتور إدريس في الدفع نحو الاستقرار واستعادة الثقة في مؤسسات الحكم الانتقالي.