الوجه الآخر للأسرة المصرية

د.عبير عاطف

تتصاعد جرائم العنف الأسري في مصر خلال السنوات الأخيرة، واصبحت مأساة مجتمع تتطلب تكاتف الجميع
في كل يوم تزداد الأخبار المحزنة التي تتصدر الصحف ووسائل الإعلام حول جرائم العنف الأسري في مصر، حتى باتت وكأنها أسلوب حياة يومي لا مفر منه. بيوت تتحول من ملاذ للأمان إلى ساحات للصراعات والاعتداءات، والأطفال والنساء هم الضحايا الأكبر.
هل أصبح العنف داخل الأسرة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا؟ ولماذا رغم كل القيم الدينية والإنسانية التي تحث على الرحمة والمحبة، تنتشر هذه الظاهرة الخطيرة؟
رغم أن الإسلام وكل الديانات السماوية تدين العنف وتنبذه، إلا أن المجتمع يشهد زيادة مقلقة في هذه الجرائم، ما يستدعي الوقوف عند الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة التي تهدد نسيج الأسرة والمجتمع بأكمله.
واقع الجرائم خلال 2025
في الأشهر الأولى من عام 2025، سجلت مصر أكثر من 400 حالة عنف أسري، تشمل ضرب واعتداءات جسدية وصلت في بعضها للقتل، منها مقتل سيدة حامل على يد زوجها في المنيا، وقتل شاب لشقيقته في سوهاج، وحادثة وفاة امرأة إثر ضرب زوجها في الجيزة.
تشير إحصائيات مرصد جرائم العنف 2024 إلى تسجيل 950 جريمة عنف موجهة ضد النساء والفتيات في عام 2023، بزيادة مستمرة عن السنوات السابقة. أما المسح الصحي للأسرة المصرية 2022، فيؤكد أن نحو ثلث السيدات المتزوجات تعرضن لأشكال مختلفة من العنف من أزواجهن، بنسبة تصل إلى 25% للعنف الجسدي و22% للعنف النفسي.
الأسباب النفسية والاجتماعية للعنف الأسري
علم النفس يرى أن المعتدين غالبًا ما يعانون من نقص في مهارات التعبير عن المشاعر، أو تاريخ من الصدمات النفسية، مما يجعلهم يلجأون للعنف كوسيلة للسيطرة. كذلك، تزيد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية من احتمال نشوء النزاعات داخل الأسرة.
كيف نواجه العنف الأسري؟
سن قوانين رادعة وحماية فعالة للضحايا.
توفير دعم نفسي واجتماعي شامل.
حملات توعية مستمرة لزيادة الوعي بحقوق الأسرة.
تدريب الجهات المختصة على التعامل الحساس مع القضايا الأسرية.
العنف الأسري ليس فقط جريمة ضد فرد أو عائلة، بل هو خطر يهدد نسيج المجتمع بأكمله. مسؤوليتنا جميعًا التعاون لخلق بيئة آمنة تحمي كل أفراد الأسرة.