كتبت د.عبير عاطف
العوالم الخفية داخل عقول طلاب الثانوية. أبنائنا الطلاب نحن اليوم لا نتحدث عن النصائح أو المستقبل أو أننا كنا فى نفس موقفكم لكن سنتجول سويا داخل عقلك .خذ استراحة من المذاكرة لمدة نصف ساعة فقط
خد نفس عميق
اغمض عينيك
سوف نبدأ الرحلة
في مكانٍ ما، خلف الجبهة مباشرة، في متاهة معقدة تُدعى “الدماغ”، تدور معركة لا يراها أحد.
بطلها: طالب في الثانوية العامة.
الوقت: منتصف الليل.
المكان: غرفة هادئة… وذهن صاخب.
دخلنا إلى عقله كما لو كنا في فيلم خيال علمي. كل شيء نابض، حي، متشابك، مضيء أحيانًا ومظلم في أحيان أخرى.
رحلة داخل دماغ يحاول التماسك، التفكير، والحفاظ على توازنه قبل أن يحين الامتحان الأكبر.
المحطة الأولى: مركز القلق العام
هنا، تدق كل الإنذارات بلا توقف.
تظهر على الشاشة الداخلية رسائل متلاحقة:
– “لسه ما خلصتش المنهج!”
– “الامتحان قرب جدًا!”
– “كل الناس بتذاكر أكتر مني!”
– “ولو سقطت؟”
القلق لا ينام، إنه حارس لا يرحم، يضغط على كل زر في الجسم ليبقى مستيقظًا.
يتنفس الطالب ببطء، لكنه يشعر وكأنه يركض وهو جالس.
كل نبضة قلب، كل رمشة عين، تذكره بأنه في سباق… وهو لا يعرف هل سيفوز أم لا.
المحطة الثانية: قاعة المقارنات السامة
مكان مظلم تضاء فيه شاشات خادعة.
يعرض العقل صورًا متكررة:
– صديق أنهى المنهج وبدأ المراجعة.
– منشور على مواقع التواصل يُعلن عن طالب تفوق.
– حوارات عائلية تقارن، تنتقد، تقلق.
هنا، يشعر الطالب أنه متأخر دائمًا، أن غيره يسبق بخطوات، أن مجهوده ليس كافيًا.
يختلط الحماس باليأس، والطموح بالإحباط.
وتنخفض ثقته بنفسه مع كل مقارنة… رغم أنه يسير قدر استطاعته.
المحطة الثالثة: غرفة القرار
داخل هذه الغرفة، يجلس “الصوت العاقل” يحاول الإمساك بخطة:
> “لسه فيه وقت، كل يوم له قيمة، ابدأ دلوقتي.”
لكن هناك في الزاوية صوت آخر، “الصوت المتكاسل” يهمس:
> “خلاص، فات الأوان… نام وارتاح. مش هتلحق.”
ويحتار الطالب بين النداءين.
هل يبدأ اليوم من جديد، أم يستسلم لأفكاره الثقيلة؟
إنها لحظة حاسمة: إما أن يتحرك، أو يبقى حبيس شعور بالعجز.
المحطة الرابعة: مخزن الذكريات
مكان دافئ مليء بالمشاعر.
يُعرض فيه شريط طويل من الذكريات:
مشهد الفوز في مسابقة مدرسية.
صورة شهادة تقدير نالها من قبل.
صوت أبيه يقول له: “أنا فخور بيك.”
دمعة أمّه وهي تدعو له وقت المذاكرة.
هنا يتوقف الزمن قليلًا.
ويشعر الطالب بقشعريرة… شيء ما في داخله يعود للحياة.
يتذكّر أنه قوي… وأنه ما زال قادرًا على النهوض، كما فعل في كل مرة.
المحطة الخامسة: شرفة الأمل
اخر محطة فى رحلتنا
في أعلى العقل، مكان لا يدخله إلا من تعب طويلًا.
شرفة هادئة، فيها نسيم يشبه الفجر، ونور ناعم يشبه الدعاء المستجاب.
يقف الطالب على هذه الشرفة، فيرى نفسه من بعيد:
في الكلية التي يحبها.
يضحك بعد النتيجة.
يحقق حلمًا كان يراه مستحيلًا.
ويهمس له الأمل:
> “كل تعبك محفوظ… ربنا شايف. والنجاح مش دايمًا في الدرجة، لكنه دايمًا في الصبر والإرادة.”
وهنا… تنتهي الرحلة داخل العقل، وتبدأ الرحلة على أرض الواقع.
جاء وقت الجد
لقد اقترب الامتحان، وكل دقيقة الآن أصبحت ذهبًا خالصًا.
كل ما ذاكره، كل سهر، كل دمعة، كل مقاومة… جاءت لتوصله إلى هذه اللحظة.
وهنا يأتي القرار الحقيقي:
لا وقت للقلق… بل للثبات.
لا مجال للخوف… بل للتركيز.
اجتهدت كثيرًا، فلا تضيّع الحصاد بالتوتر.
تذكّر دائمًا:
“النهاية لا يُقررها القلق… بل يكتبها الجهد.”
هناك رسالة تتسلمها فى نهاية الرحلة .
إلى الطالب المتعب:
نعم، أنت تعبت… لكنك أيضًا قاومت، واستمرّيت، وده لوحده إنجاز كبير.
إلى الطالب اللي بيقارن نفسه بغيره:
أنت لك طريقك… ما حدش عاش ظروفك، وما حدش يقدر يقيس نجاحك بمعيار غيرك.
إلى الطالب اللي فقد الأمل:
أحيانًا بنقرب جدًا من الوصول، بس ما بنشوفش النور عشان غمضنا عيننا من التعب. افتح عينك… النور قريب.
إلى كل طالب:
درجاتك لا تحدد مستقبلك . قلبك، صبرك، نيتك، طموحك… هما اللي يحددوا مين أنت.
وأخيرًا:
الثانوية العامة اختبار، مش قدر.
بوابة، مش نهاية.
امشِ فيها بكل قوتك… بس افتكر دايمًا:
أنت أهم من أي درجات .
انت من يصنع الدرجات
انت من يصنع المستقبل
انظر إلى الامام وابتسم .
“اجتهد، وثق أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا… تعبك اليوم هو طريقك للغد الذي تحلم به.”
أقرأ التالي
2025-06-08
مجلس الأمن و إسرائيل
2025-06-05
كيف تأكل اللحم دون أن تؤذي صحتك؟
2025-06-05
مشيرة موسى تكتب ” الأنامل الذهبية “
2025-06-05
دواء Finasteride..مجرد لمسه من قبل الحامل قد يسبب تشوهات خلقية خطيرة
2025-06-02
نهاية الامتحانات وتخريب التلاميذ لفصولهم المدرسية
2025-06-01
صلاح الدين الأيوبي والمؤرخ اميروتو
2025-05-31
فايدة كامل” نائبة بحجم وطن..
2025-05-31
وصية الإسكندر المقدوني
2025-05-30
إطلاق الأحكام judgement
2025-05-29
مشيرة موسى تكتب … ” اوعى تتأخر “
زر الذهاب إلى الأعلى