ماجد مصطفى
شهدت جنيف محادثات دقيقة بين وزير الخارجية الإيراني ونظرائه من دول الترويكا الأوروبية، وُصفت بأنها الفرصة الأخيرة لتفادي مواجهة شاملة في الشرق الأوسط، وسط تصاعد التهديدات الأميركية بالتدخل العسكري.
طرحت الدول الأوروبية مبادرة شاملة تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم حتى للأغراض السلمية، وتفكيك منشآت الطرد المركزي، وعلى رأسها موقع “فوردو”، مع عودة المفتشين الدوليين بصلاحيات تفتيش مفاجئ وغير محدود. كما شملت المبادرة فرض قيود على البرنامج الصاروخي الإيراني، ووقف تمويل طهران لفصائل مسلحة كـ”حزب الله” و”الحوثيين” و”الحشد الشعبي”.
غابت الولايات المتحدة عن المحادثات، مما أثار شكوكاً حول فرص نجاحها، خصوصاً مع تمسك إيران بعدم تقديم تنازلات لطرف لا يملك القرار النهائي. وفي حين أكدت الخارجية الأميركية أن الاجتماع لا يعنيها، صرّح الرئيس ترامب بأن أمامه أسبوعين لاتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي أن الحل يجب أن يكون دبلوماسياً، بينما شدد نظيره البريطاني على أن امتلاك إيران لسلاح نووي يمثل “خطاً أحمر”. من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن قدرات بلاده الدفاعية غير قابلة للتفاوض، مؤكداً سلمية البرنامج النووي وخضوعه لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع تحميل إسرائيل مسؤولية التصعيد.
كما تزامنت المحادثات مع تداول مقاطع تُظهر إسقاط طائرة مسيّرة إيرانية فوق جنوب لبنان، وسط تقارير إسرائيلية تشير إلى أن إيران لم تستخدم كامل ترسانتها الصاروخية، ما يثير تساؤلات حول نواياها المستقبلية.
ورأى محللون أن إيران ربما أساءت تقدير نوايا إسرائيل، معتقدة أن مفاوضاتها مع واشنطن ستمنع التصعيد. بينما اعتبر آخرون أن طهران تفاوض تحت الضغط، لكنها تراهن على كسب الوقت وكشف الانقسامات داخل المعسكر الغربي.
فى حين نفت طهران وجود مفاوضات مباشرة مع واشنطن، ووصفت ما يُتداول بأنه “حرب إعلامية”، مؤكدة استعدادها للصبر والمقاومة.
وفي فيينا، أشار خبراء إلى أن الأوروبيين يسعون للعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، رغم أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي أضعف هذا الدور. وقد تُقدم أوروبا على تنازلات فنية مقابل التزامات إيرانية، مثل تجميد التخصيب وتقديم توضيحات للوكالة الدولية، مقابل الإفراج عن أصول إيرانية مجمدة في قطر.
أما ترامب، فيبدو متردداً في اتخاذ قرار حاسم، منتظراً ضمان “نصر سريع” دون التورط في حرب طويلة، ما دفعه إلى تبني موقف المراقب، في مشهد يعكس تعقيد الحسابات الأميركية في هذه المرحلة.
أقرأ التالي
2025-06-21
وزير خارجية إيران يعلن استعداد بلاده لإنهاء الخلاف النووي بالتفاوض
2025-06-21
إسرائيل تعلن تنفيذ هجوم دقيق على منصة مسيرات في أصفهان الإيرانية
2025-06-21
الاحتلال: نخوض واحدة من أكثر الحروب تعقيدا ونواصل استهداف العمق الإيراني
2025-06-21
نهاية درامية لأحد أذرع “الكبتاغون” الكبرى سقوط ابن عم الأسد: في قبضة الأمن السوري
2025-06-21
ايران وإسرائيل على صفيح نووى ساخن.. العالم يقترب من كارثة
2025-06-21
تفعيل الدفاعات الجوية شرق وغرب العاصمة إيران
2025-06-21
الخونة يتساقطون ..طهران تعتقل 9 أشخاص بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
2025-06-21
إيران تستخدم طائرات انتحارية في هجومها على إسرائيل ..اليوم
2025-06-21
الدفاع الإسرائيلي: قتلنا قائد فيلق فلسطين في قوة القدس التابعة للحرس الثوري
2025-06-21
إعلام إيراني: دوي 3 انفجارات في شمال شرقي طهران
زر الذهاب إلى الأعلى