مقالات

آسف الا يُكفيك إعتذاري

نهى فوزي حمودة
آسف
ما أسهلها من كلمة على نفس المخطيء يمحو بها ذنبه وما أصعبها على نفس من وقع عليه الخطأ.
فهو أمره محير بين القبول والتظاهر بالنسيان وبين الرفض والبقاء على حزنه امام الجميع.
لكن إن تم وقبلها فعليه التظاهر بأنه في أفضل حال وأن الأمر قد إنتهى بمجرد نطق هذه الكلمة.
وبالرغم من كون هذا محال فالخطأ وقعه في النفس لا يكافيه إعتذار ولو ظل المخطيء يعتذر أبد الدهر.
فكيف لمجروح من فعل لم يتوقعه من شخص عزيز أن تُداوي جروحه وتلتئم بكلمة؟ كيف له أن ينسى كسرته بثلاثة أحرف؟ كيف له أن يتغاضي عن آلامه بالإعتذار ؟ .
و قد يتعدى الإعتذار الكلمه ليشمل الفعل أيضا فيلجأ المخطيء الي تحسين المعاملة مع المجروح؛ وتعمدت ذكره بالمجروح للتذكير أنه أصبح مدمر ولكن هل يكفي هذا؟؟!!!! هل تكفيني المعامله برفق مع كسر الزجاج لإعادته الي هيئته وشكله من جديد؟.
الإجابة حتما لا؛ فهو مجرد كسر متهالك أصبح لا سبيل لإعادته هيئته الأولى لا بالكلمة ولا بالرفق واللين في المعامله ، فهذه المعاملة الجيدة إن وصلت بي لشيء فهي فقط تساعدني الحفاظ على ما تبقى منه من حطام إن إستطعت.
فكما أن الغائب لا يعود فالمجروح من فعل غير متوقع لا يشفي منه بكلمة، ولكن لا يعني هذا أن الأمل مفقود في شفائه او إستحالة مداوته فلكي نداوي الجروح علينا بمعالجتها من الأساس والقضاء على مصدرها لنستطيع محو آثارها.
ولكن كيف السبيل لهذا فالزمن لا يعود لئلا أفعل الخطأ الذي دفعني للإعتذار الغير كافي لمدواة من أخطأت بحقه.
لكن كما أن لكل داء دواء فلكل فعل رد فعل، إن أخطأت فعليك بالعلاج فكما لجأت للإعتذار والمعامله الحسنه لتُنسي المجروح آلامه؛ عليك بمحو الآلام بالقضاء على مصدرها إن إستطعت وإن لا فعليك بمحاولة التعويض ليشعر المجروح أن خطأك غير مقصود وإن فعل هذا فهو يحاول التماس العذر لك على الرغم من كونه في الغالب غير مقتنع.
وبالرغم ان كلمه اسف لاتعني شيء ولا تكفي لشفاء الجروح فهناك من يستكثر قولها ويرى بأن قوله آسف تقلل من شأنه وتهين كرامته. ولكن عليه أن يعلم أنه كما يستثقل كلمة لا قيمة لها سوي معالجة الشكل العام فإن لفعله الخطأ وقع في النفس اكبر فوقع الخطأ محفور لا سبيل لمحوه.
“ان كان الأسف ثقيل على نفسك فالإساءة ثقيلة على نفوس الآخرين”.
لهذا حاولوا الا تجرحوا الآخرين خاصه القريبون منكم من لم يتوقعوا منكم الإساءة فكم هي مؤذيه ومحالة العلاج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى