براهيم جاد يكتب “ريكاردو سواريس” ضغط عالي جنوني وهجوم متنوع
قترب النادي الأهلي من إسدال الستار عن مسلسل خليفة المدير الفني الجنوب إفريقي، بيتسو موسيماني بعدما أصبح قريبًا من الإعلان عن التعاقد مع المدير الفني البرتغالي، ريكاردو سواريس لقيادة الفريق الأول في المرحلة المقبلة. وحقق البرتغالي سواريس إنجازًا تاريخيًا مع نادي جيل فيسينتي خلال الموسم الماضي (2021/2022)، بعدما وصل بالفريق، الذي كان يصارع على الهبوط الموسم الماضي، لأول بطولة قارية في تاريخه بالتأهل إلى دوري المؤتمر الأوروبي. وقاد سواريس فريق فيسينتي منتصف موسم 2020/2021 وهو يصارع على الهبوط، ليضمن بقاءه بعد ذلك ويحتل المركز الحادي عشر، قبل أن يحتل المركز الخامس في الموسم الماضي، وهو المركز الأعلى في تاريخ النادي بالدوري البرتغالي الممتاز. وخلال هذا التقرير سوف نسلط الضوء على طريقة لعب المدير الفني البرتغالي صاحب الـ47 عامًا، والتي قاد بها فيسينتي لهذا النجاح الكبير. – أسلوب اللعب والرسم التكتيكي: يعتمد المدير الفني البرتغالي سواريس على رسم تكتيكي 4/3/3 -بشكلها الهجومي- بوجود ارتكاز دفاعي وأمامه ثنائي وسط ملعب مساند، أحدهما “Box To Box” يستمر إلى داخل منطقة جزاء الخصم والآخر “Mezzala” يتحرك بين الخطوط وفي أنصاف المساحة. ويُعد سواريس مدربًا هجوميًا بدرجة كبيرة، حيث يعتمد على الضغط العالي في الحالة الدفاعية، بدرجة تصل بوقوف خط دفاعه على خط وسط الملعب لعمل Compact بين الخطوط في وسط ملعب الخصم، يساعد على سرعة استرداد الكرة. – ضغط عالي جنوني: يتحول الفريق تحت قيادة سواريس إلى رسم تكتيكي 4/4/2 في الحالة الدفاعية مع إتباع الـ “High Press” القوي، وذلك من خلال انضمام لاعب الوسط المساعد الأيمن لرأس الحربة للقيام بعملية الضغط على قلب دفاع الخصم ومنعه من التدرج بالكرة. وينضم الجناحان إلى ثنائي الوسط، الارتكاز والـ Mezzala” ليتكون رباعي في خط الوسط على خط الوسط تقريبًا، ولا يفصله عن الثنائي الهجومي سوى أمتار قليلة، للمساعدة في تضييق الخناق على الخصم، ومنعه من الخروج بالكرة. خط الدفاع لسواريس يتواجد على خط منتصف الملعب تقريبًا، ويتم ترحيله للخلف نسبيًا مع ترحيل الخطين الأمامين، حيث يعمل دائمًا على خلق خطوط الملعب متقاربة وفي حالة Compact دائمًا، إذ يتمركز الفريق في مساحة لا تتعدى الـ25 متر. وبالنظر إلى الدوري البرتغالي، سنجد أن فريق فيسيتني خلال الموسم الماضي 2021/2022 هو رابع أكثر فريق في كثافة الضغط وحدته، إذ يسمح للخصم فقط بتمرير 10 تمريرات على الأقصى “بحسب ما أكد موقع Totalfootball Analysis”. وفي حال تم كسر منظومة الضغط العالي التي يقوم بها الفريق والانقضاض السريع فور خسارة الكرة، يتراجع الفريق سريعًا للحالة الدفاعية بتواجد الـ10 لاعبين في الثلث الأخير ولكن بتنظيم 4/5/1 مع عودة لاعب الوسط المساعد الأيمن لوسط الملعب. والهدف هنا يكون أيضًا خلق خطوط متقاربة تمنع الخصم من إيجاد المساحة، وتساعد على الفوز بالكرة الثانية سريعًا بسبب تقارب اللاعبين من كل بقاع منطقة اللعب. – بناء لعب متنوع: يعود سواريس إلى رسم 4/3/3 في عملية بناء اللعب، ففي حالة كان الخصم يضغط بشكل عالي فإن الظهيرين يستمران في التواجد في أماكنهم مع وجود الارتكاز أمام خط الدفاع، وثنائي وسط مساعد أمام الارتكاز يمينًا ويسارًا. ويتنوع التدرج بالكرة في هذه الحالة بين الخروج على الطرف، من خلال تمرير الكرة للظهير مع عودة الجناح على الخط للخلف، ووجود لاعب الوسط الأيمن لتكون “مثلث” ثلاثي مع تمرير الكرة بشكل سريع بينهما لكسر ضغط الخصم وتمرير الكرة في المساحة التي يتم تفريغها بتحرك الجناح للخلف. الحالة الثانية هو التدرج من العمق من خلال تمرير الكرة للارتكاز -في حالة كان بدون رقابة- وهنا يتحرك أحد المراقبين للاعبي الوسط المساعدين للضغط مباشرة على الاتكاز، هنا يتحرك مباشرة لاعب الوسط الذي تركه مراقبه في المساحة لاستلام التمريرة السريعة من الاتكاز، وكسر ضغط الخصم العالي من العمق. في بعض الأحيان حينما لا يتمكن الفريق من إيجاد لاعب حر بسبب مراقبة الخصم، يعود رأس الحربة إلى الخلف نسبيًا لاستلام تمريرة أحد قلبي الدفاع أو الحارس الطولية -ليقوم بدور المحطة- ويمرير بشكل سريع للجناح المجاور أو الاتكاز المساعد الذي يتحرك سريعًا في المساحة التي تنتج عن “نزول” المهاجم للخلف. أما في حال لم يقم الخصم بضغط عالي، هنا ينطلق أحد الظهيرين للأمام مع فتح عرض الملعب، كما يبقى الجناح المعاكس له فاتحًا لعرض الملعب على آخره أيضًا لتوسيع مساحة اللعب بين خطي التماس تمامًا، وهنا يبقى الظهير الآخر كلاعب مدافع ثالث في الخلف. ومع وصول الكرة لأحد الجهتين يتحرك لاعب الوسط المساند المتواجد في تلك الجهة مباشرة في أنصاف المساحة بين مدافعي الخصم، تحديدًا الظهير وقلب الدفاع المجاور له، لاستلام التمريرة من هنا، مع دخول لاعب الوسط المساند الآخر “أو الجناح الحر” مباشرة إلى منطقة الجزاء لتكوين ثنائي هجومي مع رأس الحربة ووجود الآخر على حدود منطقة الجزاء، وهنا يتكون ثلاثي هجومي في منطقة جزاء الخصم. في بعض الأحيان الأخرى، يبقى الارتكاز الدفاعي كمدافع ثالث في حالة بناء اللعب وينطلق الظهيران سويًا مع فتح عرض الملعب تمامًا، وهنا يدخل الجناحان في أنصاف المساحة لاستلام الكرة مع انطلاق لاعبي الوسط المساندين إلى منطقة الجزاء، مع إمكانية حدوث تبديل بين المنطلقين في أنصاف المساحة ومنطقة الجزاء بين الجناحين ولاعبي الوسط المساندين. أما في حال قرر الفريق التدرج بالكرة من العمق، ستجد أن لاعبي الوسط المساندين يتحركان بشكر مستمر بين الخطوط لاستلام التمريرة وكسر خط ضغط الخصم. – أفكار هجومية مختلفة: مع وصول فريق سواريس للمرحلة الأخيرة من الهجمة “Final Third”، تتوع أفكار الوصول إلى مرمى الخصم، الأولى كما تم التوضيح سابقًا يتم تمرير الكرة للاعب الوسط المساند في أنصاف المساحة بين الظهير وقلب الدفاع، وهذا يحدث حينما يكون الجناح فاتحًا لخط الملعب ومساحت