Uncategorized

كلام رياضي جدا علاج الكرة المصرية الكرة لعبة الفقراء التي سرقها الأغنياء

بقلم د. طارق الأدور
 
منذ نحو 40 عاما خرج تيلي سانتانا المدير الفني لفريق سحرة البرازيل والذي قاد أحد أعظم فرق كرة القدم في التاريخ في كأس العالم 1982 بأسبانيا بتصريح غريب أثار عليه كل العاملين في مجال كرة القدم ولكنه كان في قمة الواقعية. قال سانتانا مقولة أرددها كثيرا حتى اليوم وهي “الكرة لعبة الفقراء”
المقصود بتلك المقولة أن من يلمع في كرة القدم ويكون لديه الحافز للإبداع فيها هم الفقراء القادمون من أسر بسيطة وغالبا يكونون من سكان القرى والنجوع البعيدة عن صخب المدن الكبرى والعواصم لأنهم الأكثر صلابة وقدرة على تحمل صعوبات الترقي إلى المجد بأقل ما يمكن من الإمكانيات، ولذلك قد يكونون بسبب الكرة من أغنى أغنياء العالم، ودارت الأيام وتحولت الكرة إلى بيزنس كبير يحتاج من يديره لكسب المال، فلم يعد مكان للفقراء وبات التفكير فقط في الأسر الغنية القادرة على دفع ما يتطلبه إفراز لاعبي الكرة من أموال، فضاع الفقراء الذين هم الأساس في إنتاج المواهب، وتلك قضية غاية في الخطورة.
والبحث عن المواهب في القرى والنجوع من بين الأسر الفقيرة هي الحلقة رقم 19 في سلسلة الحلقات التي أسعى من خلالها لطرح أزمات الكرة المصرية ووسائل حلها بعد أن تناولنا من قبل دور إتحاد الكرة، وتطوير الدوري، وتطبيق اللوائح بصرامة، وتطوير منظومة التحكيم، والإستعانة بتقنية الفار المتكاملة ، وتطبيق قواعد اللعب المالي النظيف ، وعودة الجماهير بشكل كامل، ووضع إستراتيجية دقيقة لفرق الناشئين، والإهتمام بالملاعب، والنقل التليفزيوني الجذاب، والقضاء على التعصب ، والعودة لأخلاق الرياضة ، وإعلام محايد بعيد عن المصالح، والتحكم في أسعار اللاعبين، والقضاء على سماسرة الكرة، وإنتخابات تفرز الأفضل، وثقافة اللوائح، وأخيرا وضع خطط طويلة الأمد لا تتأثر بتوالي مجالس الإدارات.
إذا طالعت تاريخ أبرز لاعبي كرة القدم على مر العصور ستجد بلا مجال للشك أنهم جاءوا من أسر فقيرة لا تقوى على إنجاب نجم كرة قدم ولكنهم نجحوا بالإصرار والعزيمة ان يكونوا حديث العالم بعد سنوات قليلة، بيليه اعظم لاعبي الكرة في التاريخ كان ماسحا للأحذية حتى سن 11 سنة وبعد 6 سنوات فقط قاد منتخب السامبا للفوز بكاس العالم 1958 وهو في سن السابعة عشرة.
مارادونا ولد من أسرة فقيرة داخل مستشفى في قرية لاوس القريبة من بيونس أيرس ولم يكن والده العامل بأحد مصانع الكيماويات قادرا على سداد رسوم المستشفى، وبعد 8 سنوات كان يبهر العالم عندما لعب ضمن مجموعة أطفال في ناد صغير اسمه أستريلا روخا حتى صار على مدى عقدين أبرع نجوم العالم.
وميسي ولد بنقص شديد في هرمون النمو ولم تكن أسرته قادرة على تحمل تكاليف علاجه حتى تبناه برشلونة بين أشباله وصار حديث الكرة في العالم لعقدين متتاليين.
وفي مصر إذا سألت عن نجوم الكرة عبر التاريخ ستجدهم جاءوا من القرى الصغيرة ويقطعون مسافات شاسعة للتدريب سيرا على الأقدام أو بركوب القطارات والمواصلات التي كانوا يقضون فيها ساعات من أجل الوصول للمجد
إنتهى عصر الكشافين الذين كانوا يجوبون القرى والنجوع للبحث عن المواهب، وصار البحث فقط عن المال القادم من الأسر الغنية في مدارس الكرة وخلافه وهي مصادر غالبا لا تنجب نجوم الكرة الحقيقيين، وضاعت المواهب الحقيقية أدراج الرياح لأن أسرهم لا تستطيع الإنفاق على كرة هذه الأيام.
ما هم الحل الآن للتنقيب عن المواهب في أماكنها الحقيقة، الحل هو وضع خطة محكمة ستدر الملايين على مصر لاحقا بتعيين مجموعة من خبراء تدريب وإكتشاف مواهب الناشئين ويكون تحت أيديهم مجموعة من المدربين في كل محافظة ودورهم أن يجوبوا شوارع وحواري المحافظات وزيارة كل المدارس الموجودة في مصر بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم مع وضع مكافآت خاصة للمدرب الذي يكتشف عدد أكبر من المواهب.
هناك الكثير من البرامج التي يطول شرحها من الممكن أن تنجب في المستقبل القريب المواهب لمصر من تعدادها الكبير، ولكن من يعمل ؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى