بداية التعافي أن تضع نقطة وتبدأ من أول الطريق
بقلم… نور السيد سليط
ينتصر الإنسان على الحزن متى تعلم أن يسامح . فما أجمل التسامح وما أعظم العفو وما أروع أن يكونوا مع النفس بداية التغير هو التسامح مع الذات والماضي . يبدأ الإنسان نهضته ويصعد أول درجة من سلم أحلامه وطموحاته متى تحرر من قيود الحزن على ما مضى والحسرة على ما لم يحصل عليه من أهداف .
يجب أن يعلم الإنسان أنه سيحيا عمرا واحدا فيجب عليه ألا يمرض ذاته بالحسرة على أشياء حدثت بالفعل . فالماضي انقضى ومضى ولا يستطيع الإنسان تغيره أما الحاضر والمستقبل فمن الحماقة أن نضيعهم عزاء على أشخاص أو أمنيات فاتت لم تكن من نصيبنا واعلم أن الفرص حليفة الحذاقة في رسم الأهداف التي يجب أن تتناسب مع قدرات من يطمح إليها .
أعي بما أقول أن المستقبل يحوي الكثير من المفاجآت ولكن تحرر من قيود الماضي أولا واعلم أن ما فاتك لم يخلق لك وما خلق لك لن يفوتك . واعلم أننا في حياتنا سننجح ونتفوق ونرتقي إلي أفضل مما كنا نريد متى نظرنا للحياة بصورة أكثر جدية وهي أن الحياة ليست فرصة واحدة وقد تكون الفرصة التي نظن أن فيها سعادتنا ليست بالقيمة التي أعطيناها لها قد تكون ضيعت مئات الفرص من بين يديك سواء كان وظيفة مرموقة كان بإمكانك أن تعملها ولكنك لم تنتبه إليها حزنا على غيرها فضاعت منك وأنت لا تشعر لأنك لم تنظر إليها بعين الجدية وأنت في سكراتك تحزن على غيرها لم تحصل عليها
وقد يكون حزنك على زوجة كنت تظن فيها الخير أو زوج ولم تنجح في أن تكون شريك له في حياتك جاءك من هو أفضل منه فلم تنتبه له لأنك تنظر لغيره وغيرها من الفرص الكثيرة التي نضيعها في كل أمر من أمور حياتنا حزنا على ما فات كانت فيها السعادة وما شعرنا بها.
الكثير من الأشخاص والأشياء بإمكاننا تعويضهم ولكنا آثرنا الحزن والغم على أن نبدأ صفحات جديدة ليسوا بها .
أنت في الدنيا عليك أن تساوم أمورك تركت وظيفة ابحث عن أخرى خانك صديق اعطي لنفسك مساحة أن تتعرف على أشخاص جديدة واعلم أن هكذا هي الحياة .
بداية التغير لأي شيء في حياة الإنسان هو التغير الداخلي وبداية التغير الداخلي هو تغير الأفكار والمعتقدات ووجهات النظر يبدأ الإنسان خطواته نحو التغير لكل شيء في حياته متى تحرر من المعتقدات والأفكار الخاطئة التي تمكنت من عقله الباطن والتي بالفعل أصبحت تحتوي كل تصرفاته
أرى أن الأفكار قيد أسوء من الحبس الانفرادي للإنسان .