مزِّق الورق
مزِّق الورق
بقلم / غازي جمعه
جلس على مكتبه يحاول أن يكتب الشِّعْرا
فلم يجد في قريحته سوى الحزن والألما
أيكتب عن حياة أفناها في الهم والشجنا
أم يكتب عن حياة أشخاص فارقوا حياته وتركوه حَزِنا
أم يكتب عن حبيب خان الحب والسَّندا
أم يا ترى يكتب عن كهلٍ قضاها غمّاً وهمّا
أم عن غلاء أسعارٍ جعلت من الفقير منهوكاً تعبا
ما السبيل لعيش كريم ورغيف الخبز أصبح عند الكثيرين أملا
يا خالق الكون رحماك من حياة باتت كلها نَكَدَا
يا خالق الكون توغَّلوا علينا ومن سواك لنا سندا
يا رب نحن أموات على الأرض ومنك الفرجا
على حسابنا ربّوا كروشاً وتمايلوا فرحاً وطربا
أكلوا أموالنا ولاحقونا على الأحلام والأملا
ودّوا لو يقطعون عنّا الهواء لينعدم فينا النَّفَسَ أبدا
ربي اليك نشكوهم ومن لغيرك نشكو ونحتسبا
فهل بعد كل هذا يقوى على كتابة الشعر والأدبا
وقال في نفسه : مزِّق الورقَ وكسِّر القلما
وسقطت من عينيه دمعة محت كلَّ ما كتبا