هل ابنك مثل شجرة البامبو
بقلم وليد محمد حسني
ونحن في بدايات العام الدراسي الجديد نجد كثير من الشكاوي من أولياء الأمور تتنوع ألفاظها ولكن محتواها واحد هو ابني لا يستوعب مثل بقية التلاميذ
اعلم ايها المربي ان المجهود المبذول من خلال التربية الإيجابية الحديثة أكبر وربما يفوق طاقتنا فالتربية تحتاج إلى عمل ومتابعة سبعة أيام في الأسبوع وأربعا وعشرين ساعة في اليوم … هي هكذا وهذه طبيعتها .والتعلم قد يكون بطيء ولكنه اكيد يحدث.
فإن جيل هذا العصر اسمه ( الجيل الذي يصل إلى كل شيء .)
وجزء من مشقتها ينبع من أننا نشعر بالمعاناة ونشعر أننا نضحي ونبذل ولكن لا نلمس آثار ذلك في شخصيات الأبناء وسلوكياتهم .
اطمئن …. دعني اسألك هل تعرف شجرة البامبو ؟؟
إنها شجرة تنمو في الصين حيث انها تظل بعد وضع البذور نحو أربع سنوات تضرب جذورها في الأرض ولا يرى منها سوى برعم صغير ينبت من البصلة وفي السنة الخامسة يصل ارتفاع الشجرة إلى ثمانين قدما .
هذا هو شأن التربية علينا أن نستمر في العمل ولو لم نر النتائج ولم نلمس التغيرات فهي موجودة وكثيرا ما تظهر فجأة ومن ثم لاداعي إلى اليأس والقنوط والملل والسأم .
هناك قصيدة من تأليف ( بورشيا نيلسون ) تشرح فيها أن التعلم قد يكون بطيء ولكنه اكيد يحدث
يوم السبت ………. كنت اسير في الشارع
واجهتني حفرة عميقة في الطريق سقطت فيها
ضعت ولا حيلة لي وليس هذا خطأي
يتطلب الأمر زمنا طويلا للخروج
يوم الأحد ………… كنت اسير في نفس الشارع وهناك حفرة عميقة في الطريق
وسقطت ثانية
لست اصدق أنني في المكان نفسه مرة أخرى ولكن هذا ليس خظأي
مايزال الأمر يتطلب وقتا طويلا للخروج
يوم الإثنين …….. كنت اسير في نفس الشارع
وهناك حفرة عميقة في الطريق إنني أرى أنها هناك
ولكنني سقطت أيضا . إنها عادة
عيناي الآن مفتوحتان وأعرف أين أنا
إنه خطأي . خرجت على الفور
يوم الثلاثاء………….. كنت أسير في نفس الشارع
وهناك حفرة عميقة في طريقي لم اسقط التففت حولها
يوم الأربعاء ……… سرت في شارع آخر
وهناك ثلاثة أنواع من الأطفال
العداءون : وهم الذين يتعلمون بسرعة كبيرة
السائرون : وهم الذين يتعلمون بأسلوب ثابت ويعطون إشارات بتقدمهم
القافزون : وهم الذين يتعلمون بصعوبة فهم يبدون وكأنهم لا يتعلمون شيء أو ينجزون أي تقدم وبين عشية وضحاها يقومون بعمل قفزة واحدة وينجزون الأمر
فالأمل مرغوب واليأس في التربية مرفوض