مقالات
سلسلة “ما وراء الستار” هل يدخل الجن جسم الإنسان ؟
بقلم : نورهان التمادي
-اختلف العلماء حول حقيقة المس بين معترف بهذا ، وبين منكر له. وستظل المسألة خلافية تتنازعها الأقوال، خاصة أنها مسألة عملية، يحتاج من ينفيها أن يفسر الواقع على وجه مقبول عقلا حتى يستقيم مذهبه، وأما من يثبتها فهو يستدل بوقائع ملموسة، ويعزز موقفه استعداد الناس النفسي لقبول هذه الظاهرة.
– يقول الدكتور يوسف القرضاوي :- الأصل أن الجن هو الجنس المستور عن الأعين، كلمة جن تفيد الستر، والله تعالى قال عن الشيطان: “إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم”، ولكن يمكن أن يتشكل الجن في صورة إنسي، كما تشكل لأبي هريرة -رضي الله عنه- وأمسك به، وكاد يأخذه إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لولا أنه نصحه بنصيحة وتركه من أجلها، وقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “هذا شيطان، وقد صدقك وهو كذوب”، والحديث معروف في البخاري. ولكن هناك ادعاءات كثيرة برؤية الجن والعلاقة بالجن والزواج بالجن، وتلبس الجني بالإنسي ومعظم هذه الدعاوى باطلة و،كثير من الناس ممن يدّعي أنه ركبه الجني أو العفريت أو نحو ذلك هم يعانون أمراضا عصبية ونفسية؛ مثل ازدواج الشخصية، ونحو ذلك ولا علاقة للجن بهذه الموضوعات و انتهى.
وقال ابن كثير في تفسيره بعد أن ذكر الآية السابقة ( أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له ، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً ، وقال ابن عباس : آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق ) .
وجاء في الحديث الصحيح الذي يرويه النسائي عن أبي اليسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو : ( اللهم إني أعوذ بك من التردي والهرم والغرق والحرق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت … ) قال المناوي في فيضه في شرح عبارة ( وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ) أي يصرعني ويلعب بي ويفسد ديني أو عقلي ( عند الموت ) بنزعاته التي تزل بها الأقدام ، وتصرع العقول والأحلام وقد يستولي على المرء عند فراق الدنيا فيضله أو يمنعه من التوبة … الخ
وقال ابن تيمية دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) البقرة /275 وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم )