مقالات

عادل الحلبوسي (يتحدث عن دور الاخزاب السياسيه فى التقدم المجتمعى)

 

يرى عادل فرج الحلبوسي المدير الإعلامى لحزب تقدم العراقى ضرورة للتعدد الحزبى عكس ما هو منوط به
وفي الآونة الأخيرة طرأت ظاهرة جديد علي هذا الموضوع سميتها “التفتت الحزبي” وهو وجود أكثر من حزب بكيانات مختلفة ولكن تجمعهم أيديولوجية واحدة وبرنامج واحد ولكن لكل منهم كيان مستقل وهيكلة مستقلة ، وإن كان هذا تم تزكيته من بعض الساسة إلي أن مردودهُ لدينا سيئ للغاية فما وجدنا من هذه الكيانات التي تشترك في نفس البرنامج والأفكار سوي التضارب والصراعات دون توحيد للقوى والأفكار ، وهذا يرجع إلي “شخصنة” القوي السياسية والأحزاب وإلي عدم النضج بعد المرتبط بتفضيل مصلحة الأفراد والأشخاص علي المصلحة العليا.
فالتجربة الحزبية “الأمريكية” جديرة بالدراسة والتطبيق فكون كيانين فقط أحدهما جمهوري والآخر ديمقراطي هما من يتصارعان علي السلطة فهذا أمر غير مقلق
وغير محير كلاهما بأفكاره وآرائه وبرنامجه المستقل وإن كانت تطغوا عليه بعض التقييد ولكن هو توحيد للقوى والرؤى وعدم استنزاف للمواطن فإما يسار وإما يمين.

ومهما قيل عن مساوئ تعدد الأحزاب واختلافها فسيبقي هذا هو المخرج الآمن للمعارضة من خلال عمل شرعي للوصول للسلطة بطريقة سلمية ، وأفضل بكثير من أن يتولي مقاليد الأمور حزب واحد وتتآمر عليه القوى والجماعات وكلما ازدادت المشاركة السياسية كلما زادت الشفافية والمنافسة المشروعة الغير قائمة علي لغة الدم والعنف.
ولذلك فإن المخرج الوحيد لنا من هذه الوعكة الاقتصادية والسياسية بل والحضارية هي الممارسات السياسية الواعية التي تقوم علي نخبة حريصة علي مصلحة الوطن بمشاركة فئات مجتمع واعية ومثقفة تدرك دورها في المشاركة وصنع الفارق وتجنب الاقتتال المجتمعي والحروب الطائفية للوصول للسلطة ، فعلي الأحزاب السياسية أن تجيد مد قنوات اتصال بينها وبين فئات المجتمع لتتمكن من عرض برامجها بطريقة واضحة وتستطيع أن تجابه الحكومات والأنظمة بقوة المواطن المثقف الواعي وليس سياسة الحشد.
وأخيرًا فإن التنظيم الحزبي لا ينشأ تلقائيًا وإنما نتاج عمل جماهيري منظم قائم علي المكاشفة والموائمة للأهداف والأفكار فعلي الأحزاب السياسية أن تدرك خطورة وضعها من سوء التنظيم وآليات العمل الجاد علي أرض الواقع ، فالأحزاب تظل أفكار ما لم تنفذ بعد ، فعليها أن تعيد النظر بإستراتيجياتها وتقويم دورها السياسي لكي يتوافق مع ما تصبوا إليه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى