كيف تعامل “المصري القديم” مع متغيرات المناخ

كتب نصر سلامة

منذ قديم الزمان قدم لنا المصري القديم نماذج رائعة نحو تعاملاته مع متغيرات المناخ فقام ببناء السدود علي نهر النيل للسيطرة علي الفيضانات العالية واختار كل مدنه لتكون علي الجانب الشرقي من النيل بينما أختار الغرب بما به من صحاري وجبال ليكون مأوي لموتاه ولمقابرة فأصبح الشرق لعالم الاحياء والغرب لعالم الاموات .

استطاع المصري القديم معرفة الإتجاهات الأربعة وتعامل مع الرياح وابتكر معبودا للهواء و أطلق عليه اسم “شو” وكان يرتبط بالسخونة والجفاف ونور الشمس والفضاء الجاف الذي يملأ الفراغ بين السماء والأرض، كما أنهم اعتقدوا بقيامه فصل السماء عن الأرض.

وتصدي المصري القديم لتأثير مياه الأمطار التي تتجمع علي أسطح المعابد بميازيب تنقل تجمعات مياه الأمطار من اسطح المعابد الي خارجها، بدأ ظهور الميازيب في المعابد منذ عصر الدوله القديمة واستمرت خلال عصور الدولة الحديثة إلي العصر الروماني، ويوجد نماذج للميازيب بمعابد مختلفة مثل حتشبسوت وادفو و فيلة وكلابشة وغيرها، وكانت الميازيب تأخذ شكل رأس الاسد والغرض الفعلي منها هو تصريف مياه الامطار والسيول حتي لا تؤثر علي سطح المعابد ، هذا الي جانب وجود سبب ديني من الميازيب وهو حمايه المعبد من قوي الشر والفوضي .

عرف المصري القديم علم طبقات الأرض وأنواع المحاجر والصخور و واختار أماكن بناءه للمعابد والمقابر بشكل عبقري ونجح في بناء اهراماته علي أراضي صلبة تتحمل اوزانها ونحت مقابره في أراضي جافه تحافظ علي جسد المتوفي، وايضا علي تحافظ علي محتويات المقبره وما بها من نقوش ورسوم ملونة.