مقالات

ماتت الغيرة عند الرجال فانتحر الحياء عند النساء

د. صالح العطوان الحيالي
الغيرة هي افكار واحاسيس وتصرفات تحدث عندما يظن الشخص أن علاقته القوية بشخص تهدد من قبل طرف اخر منافس وهذا الطرف قد يكون مدرك أو غير مدرك لهذا التهديد وقيل كراهة الرجل اشتراك غيره فيما هو حقه وقيل الغيرة ثوران الغضب حماية على اكرم الحرم وأكثر ما تراعى النساء … أما الحياء فهو شعبة من شعب الإيمان والحياء من أفضل الأخلاق واجلها واعظمها قدرا وأكثرها نفعا . والحياء خلق كريم يبعث على اجتناب القبيح من الأفعال والأقوال.
الذي يتحلى بالغيرة من الرجال الان يسمى دقة قديمة -متزمت – معقد . والتي تتحلى وتتجمل بالحياء من النساء يعتبرونها متخلفة أو مريضة أو معقدة أو أهلها يضغطون عليها أو مسميات واوصاف كثيرة تطلق على الرجل والمرأة في أن واحد . فالغيرة عند الرجل عي الشهامة والنخوة على عائلته ودينه وأرضاه والحياء عند المرأة هو إيمان وستر وحشمة تنقل لنا كتب التاريخ وقصص السلف مواقف كثير من الغيرة والحياء اوجزت لكم قسم منها …
يحكى أن أعرابياً في الجاهلية زُفّت إليه عروسه على فرس، فقام فقتل تلك الفرس التي ركبت عليها العروس، فتعجب الجميع من حوله وسألوه عن سرِّ عمله فقال لهم: خشيت أن يركب السائق مكان جلوس زوجتي ولا يزال مكانها دافئاً!…
ومن أغرب الأمور اللى تريك فعلاً كم كانت الغيرة موجودة ؛:..
امرأة تقدمت إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق بمدينة الريّ سنة 286هـ فادّعى وكيلها بأن لموكِّلته على زوجها خمسمائة دينار (مهرها)، فأنكر الزوج فقال القاضي لوكيل الزوجة: شهودك. قال: أحضرتهم. فطلب بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة، ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي.
فقال الزوج: ماذا تفعلون؟
قال الوكيل: ينظرون إلى أمرأتك كى يعرفوها “
قال الزوج: إني أُشهد القاضي أنّ لها عليّ هذا المهر الذي تدّعيه ولا تُكشف عن وجهها.
فقالت المرأة: فإني أُشهِد القاضي أني وهبت له هذا المهر وأبرأتُ ذمته في الدنيا والآخرة.
فقال القاضي وقد أُعجِب بغيرتهما: يُكتب هذا في مكارم الأخلاق
مجتمعنا الآن الذي يتحلى بالغيرة ” يسمونه دقة قديمة …متزمت …معقد ” متشدد ؛؛
يقول ابن القَيِّم – -:
“إذا ترحلت الغَيْرة من القلْب، ترحلت منه المحبَّة، بل ترحل منه الدِّين كله”
المبأدىْ لا تتجزأ ….الانسان الذي عنده كرامة ونخوة هو من يقدر يصون بيته وأهله ومثل ما قال الشاعر :
إِنَّ الرِّجَالَ النَّاظِرِينَ إِلَى النِّسَا … مِثْلُ الكِلاَبِ تَطُوفُ بِاللَّحْمَانِ
إِنْ لَمْ تَصُنْ تِلْكَ اللُّحُومَ أُسُودُهَا …أُكِلَتْ بِلاَ عِوَضٍ وَلاَ أَثْمَانِ
 
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى