المغاربة عنوان الإصرار

محمد محمود مهدي

بعد أن أسدل الستار عن منافسات كأس العالم 2022 بقطر ، وجب علينا جميعا أن نرفع القبعة للمنتخب المغربي الشقيق ونقدم له التحية على ما قدمه خلال البطولة وحصوله على المركز الرابع ليصبح أول منتخب إفريقي عربي يقدم هذا الإنجاز ويعد ما قدمه المنتخب المغربي منتخب الساجدين منتخب بر الوالدين صورة من صور الإصرار والعزيمة والتحدي ، ويحضرني هنا مثل شعبي مصري لأهلنا في الصعيد يقول (العرق يمد لسابع جد ) ؛ والتاريخ يخبرنا أن أجداد المغاربة كانوا رجالا لايقبلون اليأس ؛ وسنذكر بعض تلك النماذج التي سطرت أسمائها في كتب التاريخ بحروف من ذهب وصدروا للأجيال اللاحقة العزيمة والإصرار.

ومن هؤلاء الأسطورة المغربية الأمير محمد عبد الكريم الخطابي أسد الريف وقاهر الإسبان في معركة أنوال الشهيرة ، فقد أصر هذا البطل على مقاومة الاحتلال الإسباني لبلاده رغم قلة الإمكانيات والعتاد الذي يؤهله ليكون ندا لجيوش الاحتلال ؛ ولكن بالإصرار والعزيمة المغربية كبدهم خسائر هائلة .

هذا الرجل المغربي المناضل أصبح قدوة لكل من سعى لمحاربة الاحتلال البغيض وقد سار على دربه المناضل والزعيم الكوبي تشي جيفارا الذي قال عنه هو أستاذي ومعلمي ومنه تعلمت طرق حرب العصابات والقتال عبر الخنادق.

ومن أسد الريف المغربي إلى أسود الصحراء صورة أخرى من صور العزيمة والإصرار المغاربية إنهم المرابطون مؤسسي دولة المرابطين التي بدأت بسبعة أشخاص فشلوا في بداية دعوتهم لتوحيد القبائل المغربية والصنهاجية والعودة لتعاليم الدين الإسلامي بعد أن انتشرت روح الجاهلية في تلك المناطق ؛ ولكن لم ييأس هؤلاء الأبطال وضربوا رباطهم في جوف الصحراء وصمموا على المثابرة والإصرار والعزيمة لتنشأ بذور دولتهم على يد المجاهد عبد الله بن ياسين والمناضل يحيى بن إبراهيم ثم تكبر وتتمد على يد أبو بكر بن عمر اللمتوني وتزداد قوة واتساعا على يد القائد يوسف بن تاشفين لتشمل دولته أكثر من ثلث قارة إفريقيا بالإضافة إلى بلاد الأندلس .

ولو أسهبنا في ذكر عظماء المغاربة الأجداد الذين ورثوا أحفادهم العزيمة والإصرار سنحتاج إلى مئات المقالات لنذكرهم، ، ولا يسعنا في ختام مقالنا إلا أن نقول ديما مغرب