الإمتنان للمحن التي تعلمنا دروساً
الإمتنان للمحن التي تعلمنا دروساً
بقلم / علا خضير
زمان كنت أبقى زعلانه من المشاكل والأزمات والحاجات الوحشة التي تقابلني بأيامي وحياتي ودائماً ما كنت ألوم في نفسي وأفتعل تحقيق معها .
ليه؟! وعشان اية ؟! وإزاي؟! وأشياء كثيرة مثل هذا .
ولكن دائما كنت لا أستطيع الرد بأي إجابة ولكن الحل الوحيد الذي كان أمامي أن لا أحمل نفسي فوق طاقتها ، أن أرحمها من جلدي لها كل يوم فلماذا ؟! ما يفعله الآخرون نفسي هي التي تتحمل النتيجة وحدها .
فعزمت أن أتغير وأغير نظرتي للأمور التي تحدث حولي ومعي ، وسألت نفسي سؤالاً صريح : ماذا لو لم تكن تلك المحن والأزمات موجودة بحياتنا !! .
فإذا بالإجابات تنهال علي وكأن نفسي كانت متعطشة لهذا السؤال لأرسي بها على شاطئ النفس المطمئنة .
فعلا فإذا لم تكن تلك المحن ، لما أدركنا قيمه المنح منها فبعض المحن تأتي لتعلمنا دروساً تبصرنا طيلة حياتنا ، تغيرنا للأفضل والأحسن ، بعض المحن تأتي لتقوينا ونقوىَ بها ، وبعض الأزمات جاءت لنقترب أكثر من الله بالدعاء والتوسل إليه لحلها ، وبعض الأزمات جاءت لتظهر لنا معدن أشخاص حولنا من منهم الذهب ومن منهم قشرة ومن ورق ، من وقف بجوارنا عندما كنا في أشد الحاجة لكلمة تقوينا ، ومن خذلنا عندما كنا في أشد الحاجة إليه ، فهناك أشخاص كنا نظن أنهم أبعد الناس إلينا وبالأزمات أثبتوا إلينا أنهم أقرب من أشخاص كثيرون أوهمونا بأنهم لن يتخلوا عنا وأثبتت المواقف إنهم حوائط مائله لا يصلحون السند عليهم .
نعم فالمحن والأزمات جاءت لتكشف لنا جميع الحقائق جاءت لتعلمنا وتهذبنا ، فلا تلعن أبدآ المحن والأزمات بل أمتن لها ، وأشكر الله عليها فمن رحم المحن دائماً تولد المنح .
