بقلم د. طارق الأدور
أشعر بالإستياء لما أصبح عليه حال الرياضة المصرية وبخاصة في جانب تحول كرة القدم تدريجيا إلى ساحة المحاكم، وتحول حديث الإعلام تدريجيا إلى القضايا والمشاكل أكثر من الحديث عن فنيات اللعبة وإثارتها وجمالها.
جلست لمدة 4 ساعات منذ أيام امام شاشة التليفزيون، وهو أمر قلما يحدث في ظل إرتباطي بأعمالي، وسمحت لنفسي بالإمساك بالريموت كونترول من أجل متابعة ما يحدث في البرامج الرياضية في مختلف القنوات، وليتني ما فعلت، فأنا فعليا أتحاشي عمل ذلك نظرا لما شاهدته خلال الساعات الأربع المشؤومة
شاهدت 4 ساعات من مناقشة الأزمات والمشاكل ومصير القضايا الدولية وهل سيلعب كهربا أم لا وهل سيتم إيقاف سافيو لاعب الأهلي لطرده في الدوري الفنزويلي قبل تعاقده مع الأهلي، وما هو مصير قضية سيف الجزيزي مع الزمالك، وما هو مصير غرامة عبد الله السعيد، وما هو موقف فتوح وعبد الله جمعة من تحليل المنشطات.
شاهدت قضايا كما لو كنت في ساحة محكمة ولم اشاهد أي شيء يخص الرياضة، ثم والأهم هنا وهناك وصلات السباب من كل إتجاه والفاظ لم أكن أتصور انها تخرج على شاشة التليفزيون التي يشاهدها الملايين وقد يكون من المشاهدين الأطفال والسيدات، وكم اخشى على الأطفال من تعلم هذه السلوكيات التي اصبحوا يشاهدونها يوميا.
المهم أنني إنتظرت 4 ساعات كي أشاهد أي شيء عن الرياضة التي تجذب الملايين حول العالم بسحرها وإثارتها، إنتظرت أن أشاهد شيئا عن الساحرة المستديرة التي أمتعتنا على مدى شهر خلال كأس العالم منذ أيام وكانت حديث كل الأوساط على وجه الأرض، فلم أجد !!
أعجب مما وصل إليه حال الإعلام الرياضي، الذي إمتهنته قبل أن اكمل ربيعي العشرين وتعلمت في بلاط صاحبة الجلالة “الصحافة” أن أتحرى الدقة في أي كلمة يكتبها قلمي أو أي خبر أنشره، ثم تعلمت أن أقرأ كثيرا جدا في كل تفاصيل أي قضية اكتب عنها قبل أن أخرج للناس يأي معلومة قد يشوبها الخطأ.
شاهدت أناسا يطلقون على أنفسهم إعلاميين يتحدثون في كل تلك القضايا بدون أي علم باللوائح، فقط كل إعلامي يتبنى القضية من وجهة نظر المكان الذي يتحدث من خلاله دون أي مصداقية أو تحري للدقة.
وكنت قد تحدثت سابقا في حلقات إصلاح الكرة المصرية عن دور الإعلام الضليع في قيادة الإصلاح عن طريق الدراسة الجيدة للوائح وتبني قضايا الإصلاح في كل المجالات، ولكني حقيقة بعد مشاهدة الساعات الأربع من الإعلام الرياضي المضلل،، فقدت الأمل !!!!
[email protected]
أقرأ التالي
2025-05-02
بين جدران “الأمان”: طفولة مُغتصبة.. والمؤبد يطفئ جزءًا من صرخة الإنسانية!
2025-05-01
مشيرة موسى تكتب ” عقوبة التجريس “
2025-04-30
الإخوة والأخوات
2025-04-30
نهاية الإمبراطورية الأمريكية على يد الأحمق.. تور امب
2025-04-29
الأوقاف في الإسلام واشراقاتها الحضارية ” اوقاف النساء “
2025-04-29
فندق Triumph Plaza Hotel بمصر الجديدة يفتح أبوابه لاستقبال النسخة الرابعة من مؤتمر EPSF Conference
2025-04-28
نفوس وأرواح مهشمة
2025-04-26
توجيهات عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عامله أبي موسى الأشعري في القضاء
2025-04-25
سيناء..الماضي والحاضر والمستقبل
2025-04-24
رسالة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لعامَّة المسلمين في مصر عند استخلافه
زر الذهاب إلى الأعلى