مقالات

الخروج للواقع

الخروج للواقع

 نهى فوزي حمودة

 

تقف هي حائرة بين دوامة من الأفكار تتقاذفها الأفكار وتاخذها الذكريات بين حناياها لترسم فوق محياها ابتسامة كما انها قد تزرف فوق جفونها دموع.
ناظرة للبحر وأمواجه المتلاطمة فوق الصخور جالبة بعض الصدف ذات مرة وتأخذ ما فوقه من رمال مرة أخرى.
يظن من يراها أنها ساكنة تتأمل جمال الخالق دون أن يدري أحدهم أن تلاطم أمواج ذكرياتها يفوق تلاطم البحر وأمواجه.
بركان من الحنين بين من ودت لقاءه ومنعها عناده وبين من ترفض غيابه وقد أوجبته الايام وبين من أرادت لو عاد الزمان لعناقه لكن الموت قد حال دون اللقاء.
ودت لو جعلت من زكرياتها دار تحويها أسواره وتغلق الستار على ما مر عليها من لحظات سعيدة مع أشخاص تمنت لو طال بهم اللقاء.
كلما تعالت حولها الأمواج عادت لأرض الواقع لتجد أن ما نسجه الخيال كان لماضٍ لن يعود وإن عاد فلن يكن بداخلها متسع لمعاصرته من جديد.
فقد جعلتها الأمواج أكثر حرصا على عيش الواقع بما فيه من أحداث كما أجبرتها ضوضاء الشاطئ من حولها على الخروج من حقبة الزكريات لتضعها في حقبة الحياة.
وبذهن شارد بين ما أرادت أن يكون وما يجب أن يكون وبين ما هو كائن بدأت تدور أفكارها في فلك الحياة.
ترفض دوما السلبية تطمح لأن تكون ذات رأي وصانعة القرار ترغب في أن تكون قائد السفينة تود لو أن تعيش حياتها بمحض اختيارها لكنها وجدت أنها تفرض على ذاتها في بعض الأحيان الإنصياع لدائرة الظروف خوفا من نتائج الإختيار الخاطئ.
متعللة بأن ما اراده الله هو الخير لها وأن في بعض الأحيان يكن الصمت أفضل من الإختيار الخاطئ دون أن تدري انها، تستنكر في ذاتها بعض الصفات لكنها تلجأ إليها لتهرب من تحمل نتائج اختيارها.
تطفيء احتجاج أفكارها بأن ما أراد الله سيكون وانا ما كتب الله على بني آدم سوي الخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى