مقالات

القطبية العالمية إلى أين ؟

 

محمد محمود مهدي

في عام ١٩٩١ م أسدل الستار عن الفصل الأخير في مسرحية القطبية الثنائية والحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين ؛ وكعادة التاريخ لا يبقى شيء على حاله دول تندثر ودول تقوى وأفكار تندثر وأفكار تسود .

سقط الاتحاد السوفيتي وتحولت القطبية الثنائية إلى قطبية أحادية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية ؛ انهارت الاشتراكية وتسيد النظام الرأسمالي وتسارع العالم نحو زيادة الإنتاج .

وبهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية سياسيا وعسكريا واقتصاديا ؛ أصبح الدولار الحاكم بأمره وأصبح الاقتصادي العالمي في قبضة الأمريكان يتحكمون بالمساعدات والعقوبات ويتدخلون في الشؤون الداخلية للدول .

ولكن كما ذكرنا التاريخ يتغير ما بين صعود وهبوط وعلى ما يبدو أننا مقبلين على تغيرات دولية قد تغير نظام القطبية الأحادية إلى قطبية ثنائية أو تعدد أقطاب ؛ فمع الضغط الرهيب على مصادر الطاقة لمواكبة تسارع الإنتاج وما تبعه من زيادة رهيبة في التلوث والتغيرات المناخية بات النظام الرأسمالي تحت المقصلة وبات العالم في ضرورة ملحة للتغيير ولما لا فقد نكون في طريقنا نحو عودة وشيكة للاشتراكية خاصة بعد التقارب الروسي الصيني وتمدد هذا الحلف ليشمل العديد من الدول في أمريكا اللاتينية وآسيا خاصة الهند وأيضا بعض دول إفريقيا .

منذ عدة سنوات لم نكن نتصور أن الاشتراكية ستعود إلى الحياة بعد كل هذا السبات العميق ولكن من الواضح أن مسرح الأحداث ما زال لديه الكثير ليخبرنا به وما زالت التكهنات والتحليلات هنا وهناك تطل برأسها ؛ هل عودة للاشتراكية ؟ هل رأسمالية جديدة ؟ هل نظام آخر ؟

دعنا ننتظر ونرى ما ستسفر عنه الأيام القادمة ولكن من المؤكد أننا على أعتاب تحول اقتصادي وسياسي عالمي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى