مقالات

الدكتور جمال شعبان يكتب:حديث الجمعة

في ذكري الإسراء والمعراج
تلا الإمام في الركعة الثانية
آيات من سورة النجم

والنجم إذا هوي
ما ضَل صاحبكم وما غوي
وما ينطق عن الهوي
إن هو إلا وحي يوحي
علمه شديد القوي
ذو مرة فاستوي
وهو بالأفق الاعلي
ثم دَنا فتدلي
فكان قاب قوسين أو أدني
……

وسورة النجم تحكي قصة ثلاثة نجوم
تبدأ بسقوط النجم السماوي
ثم تحكي صعود النجم الإنساني يوم المعراج
حيث التقي جِبْرِيل النجم الملائكي

يقسم المولي عزوجل
بالنجم السماوي إذا هوي
حيث يحدث اندماج نووي
ويتضاءل حجم النجم بعد نفاد طاقته
ويسميه العلماء بظاهرة موت النجوم
لكن يبقي الوصف القرآني هو الأدق
حيث التهاوي
يعني السقوط upside down
وعندما يسقط النجم السماوي يصبح باهتا
ربما يتحول لبرهة إلي النجم الثاقب
لكنه لا يصلح دليلا للهداية
ويبتلعه الثقب الأسود
الذي يبتلع كل النجوم المتهاوية الميتة
والكواكب المدمرة التي تعترض طريقه
لذلك هو أشبه ما يكون بكناس الفضاء
( الجواري الكُنَّس)
ولأن المولي عز وجل
يعلم عظمة هذا المخلوق الجبار فقد ذكره في القرآن
قال( فلا أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم )
وقال تعالى : {والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب} يطرق النجوم ويثقبها
وقال في آية أخري : {فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس } وقوله الكنس اي تكنس الفضاء وتنظفه وهذا ما قرره الفيزيائيون والفلكيون..
{وما يعقلها إلا العالمون }
{سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق

وبينما يسقط النجم السماوي
يبقي النجم الإنساني محمد عليه الصلاة والسلام
علما للهداية
ومنارة الرشاد
فهو لا يضل لا يحيد عن الطريق بجهل
ولا يغوي أي لايزيغ عن الحق بعد العلم
اتباعا للشبهة او للشهوة
وقد زكي المولي لسان نبيه فقال
وما ينطق عن الهوي
وزكي بصره فقال
مازاغ البصر وما طغي
وزكاه كله فقال
وإنك لعلي خلق عظيم

لذلك فكل كلمة من كلمات المصطفي
من الكلم الطيب هي وحي يوحي
نصا ومعني كما في القرآن
أو معني ثم يترك له حرية الصياغة اللفظية البليغة
لم لا وهو قد رضع الفصاحة في بادية بني سعد

والنجم الإنساني
يلتقي مع نجم الملائكة جِبْرِيل
أمين الوحي
الذي زكاه المولي
وسماه الروح الأمين
والذي لم يكن مجرد ناقل للوحي
ولكنه شديد القوي
مبهر الإمكانيات
ذو مرة
أي له مقدرة علي استخراج الحجج
واستنباط الأدلة والبراهين
وكان جِبْرِيل يراجع المصطفي
ويدارسه القرآن
لكن عندما حدث المعراج
وتحقق الصعود
للملأ الأعلي
والأفق الاعلي
عرف النجم الملائكي
حدوده ومنتهاه قبل سدرة المنتهي
وتأكد أنه رغم منزلته السامقة الشاهقة
ومكانته الباذخة الشامخة الباسقة

إلا أن النجم الإنساني
تفوق علي النجم الملائكي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى