تليكتابة… بسترة الإنسان

 

بقلم _ أسامه بدر

سمعت كثيرا عن موضوع وكنت مستغربا من سرد تفاصيله ولكني عندما خوضت التجربة إستمتعت كثيرا ولكن ورد بخاطري أشياء مرعبة .

تعالوا تخيلوا معي هذه التجربة.

فى مكالمة تليفونية من أحد الأصدقاء في محيط محل الإقامة أسمه أحمد سلامه والذي كان يرتدي سويتشيرت نبيتي كان الإقتراح بالعودة إلي الطبيعة وروائح الزمن الجميل في حواري وأزقة المناطق الشعبية بأن نقوم برحلة ليلة قصيرة إلي حمام التلات وبصحبتنا صديق أخر وأسمه محمد إمام وبالفعل تم الإتفاق علي خوض التجربة وهي كانت الأولي لنا ولكنها الثانية لصديقنا أحمد وتم تحديد الموعد والذي كان في الخميس 16/فبراير /2023

جاء أحمد بسيارته وأستقليت السيارة معه وفي طريقنا أصحبنا معنا محمد وإتجهنا إلي الحمام الشعبي والذي يقع في منطقة شعبية في وسط البلد وبمجرد دخولنا الحواري والشوارع القديمة بروائحها التي تحمل روائح الزمن الجميل شعرت بالإرتياح النفسي وبعبق التاريخ لمصر القديمة وبمجرد وصولنا للمكان تحدث أحمد عن رعبه في أول مرة يخوض بها التجربة في إحساسه بالنزول تحت مستوي الأرض وقلة حجم المكان ولكن سرعان ما إستوعب وبدأ يدخل في أجواء المكان الممتعة حتي إستمتع ولكنه لم يحرق لنا خطوات التعامل داخل الحمام .

مبدائيا حدث معي شعور مختلف عن أحمد شعور الراحة النفسية الذي تحدثت عنه في الأول، تعالوا تخيلوا معي.

أولا المدخل هو عبارة عن مدخل بيت قديم باب خشبي قديم يليه مدخل متوسط الحجم مكسوا برخام قديم نوعا ما ويليه مدخل ضيق بدرج سلم منخفض فأصبح النزول عن مستوي الأرض مرتين الأولي في المدخل والثانية لدخولك بهو الحمام الشعبي .

دخلنا البهو المخصص للإستقبال وجلسنا في مكان يشبه الجلسات العربية وكان الملفت للإنتباه رائحة البخور العربي التي كانت تكسوا المكان وتعطيك الراحة النفسية .

بداية التجربة

تم وضع العروض في منيو وقيمة كل عرض وتم إختيار العرض ثم دفعنا النقود وإستلمنا الأغراض المخصصة لخوض التجربة وهي عبارة عن مفرش خاص للإستلقاء عليه وليفه مغربية وصابون معطر

إستلمنا مفتاح لوحدة الأغراض الخاصة بكل فرد لوضع متعلقاتنا مع وضع المتعلقات الخفيفة مثل المحفظه والهواتف في خزينة ووضعناها في الأمانات

البداية الشيقة

بعد شعور أحمد إننا في ذهول من جمال المكان رغم بساطته قال إتبعوني في كل خطوة أقوم بها فكانت أولي الخطوات إرتداء شورت فقط وبالرغم من برودة الجو في هذا التوقيت إلا أن الوضع داخل الحمام الشعبي غير وبعد إرتداء الشورت الرياضي دخلنا نأخذ حمام بالمياة الباردة حرفيا وهنا كانت الصدمة الأولي وبالفعل تمت هذه الخطوة البالغة الصعوبة بنجاح ثم توجهنا إلي المرحلة التاليةوهي الدخول في مغطس عبارة عن حوض مياة ساخنة ولو جدع أدخل ولكن تمت أيضا هذه الخطوة بنجاح ولكن بصعوبة نوعا ما وبعد الخروج من مغطس المياة الساخنة توجهنا لمغطس مختلف يجعل عقلك يختل لثواني ويحدثك جسدك ويقول لك حرام عليك ما تفعله بي فكان المغطس الثاني مياة باردة جدا فلكم أن تتخيلوا والغريب في الأمر عندما كان يتواجد معنا أحدا من رواد الحمام أجده قبل الخروج من المغطس ينزل بكامل جسده تحت الماء سواءا كانت ساخنة جدا أو العكس

بعد الخروج من المغطس البارد توجهنا مرة أخري للمغطس الساخن والمكوث به بعض من الوقت وخرجنا منه إلي البارد مرة أخري

خطوة مختلفة جديدة

تشعر من كل الخطوات إنك في مرحلة اللبن المبستر والذي يمر بمراحل تصنيعه بخطوات مثل هذه تقريبا

بعد الخروج من المغطس الساقع توجهنا لغرفة مختلفة ولكنها ممتعة وهي غرفة البخار فأنت فعلا فى غرقة يكسوها بخار الماء الساخن والذي يجعلك تتصبب عرقا ويجعلك جسدك ينتعش وتتحرك بداخلك الدورة الدموية بكل إرتياحية ونشاط حتي أصبح الموضوع بالنسبة لي بمثابة اللعب في ملاهي مائية ولكنها علي طراز قديم وصحية

الهدنة

الهدنة هنا كانت إقتناص قسط من الراحة بعد البخار وتناول قطع من الفاكهة ثم توجهنا للمغطس البارد قليلا من الوقت ومن بعده المغطس الساخن وهذه هي المرة الأخيرة لنبدأ مرحلة جديدة

الخطوة المرعبة

لكي يتم تنظيف الجسد من الخلايا الميتة وقشور الجسم يجب أن تمر بهذه الخطوة

داخل هذه الأنواع من الحمامات الشعبية الصحية يوجد مجالس مبنية من الطوب مكسوة بالرخام يستلقي عليها الزبون ويقوم أحد العاملين بالمكان بفرك الجسد بليفة مغربية يزيل بها من الجسد الجلد الميت وأي عوالق بالجسد ولكني كنت في قمة التركيز في هذه الخطوة رغم شعورك بالإسترخاء حيث وجدت أن الرجل يبدأ بالجزء الأيمن من الجسم وينتهي بالجزء الأيسر وعندما إنتهي طلب أن أخذ دش بارد وأعود وعند العودة وجدت رجل ثاني له مهمة مختلفة وهي تدليك الجسم وسكب المياة الساخنة علي الجسم مع الصابون المعطر لتحريك الدورة الدموية وأيضا بدأ بالجزء الأيمن وأنتهي بالجزء الأيسر مما أكد لي أن الموضوع ليس حمام عادي ولكنه غسل شرعي علي الطريقة الإسلامية مما جعلني أشعر الخوف

وبعد إتمام هذه الخطوة إنتهت رحلتنا بحمام مياة باردة أو ساقعة وقد يستغرب البعض من تحمل المياة الساقعة في هذا التوقيت من الشتاء ولكنه شعور جميل يعطيك إحساس بإنتعاش الجسم ويؤهله من جديد للدخول في معترك الحياة

حمام التلات الشعبي من الخروجات الصحية ونوع من أنواع الملاهي المائية ولكن بطريقة صحية تزيد من قوة وطاقة الجسم أنصحكم تجربوه