مقالات

من واقع الحال

الاديب محمد ديبو حبو

دخلت امرأة تشكي أمرها لصاحب نفوذ وهي تبكي لما حل بها من حزن وألم
قائلة يا صاحب السمو تركني زوجي ورحل عن الديار
دون أن يترك لي مالا ولا مؤونة وأنا لا أملك أي مال أو مهنة تساعدني على سد أعباء هذه الحياة القاسية..
لدي طفلين وهم بحاجة إلى طعام ودواء واشياء اخرى
توقفت للحظات قليلة عن الكلام لشدة ما تعانيه من توتر وإرهاق .
نظر إليها السيد ثم طلب منها الجلوس والهدوء قليلاً
قائلاً يا أختاه
اعلمي بأن الله سبحانه و تعالى لن يتركك تعاني ما تعانيه هو الكريم اللطيف الخبير العليم الرزاق الوهاب الرحيم
فليكن لديك يقين وأمل بأن
مابعد الضيق إلا الفرج بإذن الله…
يا أختاه : دوني لي اسمك و عنوانك ولنا لقاء قريب بإذن الله …
وبعد مرور عدة أيام
اجتمع السيد بكبار عائلته وقومه وعرض عليهم هذا الأمر عملاً بما ورد عن رسول الأمة نبي الرحمة بقوله وأمركم شورى بينكم ..
اجتمعت الآراء بعد أن قدم كل فرد منهم رأيه الخاص
حول إثبات صحة ما ورد عن أمر هذه المرأة بخصوص هذه الشكوى ثم يتم البت بقرار جماعي بكيفية التعامل بالوسائل الخاصة بتقديم كل أشكال الدعم النفسي والمعنوي والمادي لها ..
بالفعل تم ارسال شخص حكيم من قبل السيد إلى منطقة إقامة هذه المرأة لدراسة أوضاعها عن بعد …
كانت أولى خطواته مراقبتها بكل خطواتها وتصرفاتها
وسلوكها وكيفية تعاملها مع الآخرين ..
وبعدها ينتقل للخطوة التالية بالسؤال عنها من قبل المقربين والجيران و المتعاملين معها …
بعد أن انتهى من مهمته الخاصة عاد الشخص الحكيم إلى السيد وأبلغه بكل تفاصيل مهمته وخطواتها ونتائجها
دعا السيد كبار عائلته وقومه للاجتماع للتشاور والبت في أمر تلك المرأة بعد عرض نتائج مهمة الشخص الحكيم لكبار القوم تم البت بقرار جماعي بتقديم كل أشكال الدعم لها ..
وتبني شؤون أمر هذه العائلة لحين أن تبلغ من أمرها رشدا
هكذا هم الحكماء وأهل الخير ..
لا يصدر حكمهم إلا بعد التأكد من صحة المعلومات الواردة لديهم من قبل طرفي الصراع..
للأسف اليوم
ما يجري من تدخل لفض النزاعات بين طرفي الصراع ( الاجتماعي )
مثلاً بين الأب والأبن
بين الزوج والزوجة
أو بين الأخوة
بين طرفي نزاع تجاري
وووووالخ
من قبل شخصيات لا صلة لهم بأمور الدين والحكمة والقانون
الأمر الذي يستدعي للقلق والتساؤل من تداعيات هذا التدخل الذي يتجاهل الدين والقانون والحكمة
حيث يرتفع معه منسوب الخطأ وتداعياته الحزينة على المجتمع …
فض أي نزاع بين طرفي الصراع إن كان اجتماعياً أو اقتصادياً تتطلب شخصيات مؤهلة علمياً وثقافياً ودينياً
بالإضافة لمزايا أخرى لا تقل أهمية عن ما يمتلكه من كفاءة وقدرات عالية وإمكانيات ألا وهي الحكمة والموعظة الحسنة
فالخطأ هنا قد يكون بداية لنهاية أسرة كاملة ..
هي دعوة لكل أصحاب كبار الشخصيات الاجتماعية والوجهاء في العالم
(فإن حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل)…
الأديب محمد ديبو حبو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى