في يومها العالمي انجازات لا يغفلها التاريخ
كتب / محمد محمود مهدي
يقولون أن المرأة نصف المجتمع والتاريخ يقول أنها كل المجتمع فلولا الأم ما برع الرجال .
فالأمهات الناجحات هن المدرسة التي تصنع أجيالاً ترفع شأن الحياة وتجعلها أفضل، وقد خلَّد لنا التاريخ مواقف لنساء عظيمات أنشأن قادة ونوابغ غيروا مجرى التاريخ، ونُقِشت أسماؤهم بحروف من ذهب .
ولو قرأنا سيرة هؤلاء لوجدنا أن الفضل يعود لهؤلاء الأمهات العظيمات التي لولاهنَّ ما وصلوا لهذه المكانة الرفيعة .
وسأذكر بعض النماذج القليلة لهؤلاء النسوة العظيمات اللاتي ينطبق عليهن قول القائل (وراء كل رجل عظيم أم عظيمة)
العالية بنت شريك بنت عبدالرحمن الأسدية والدة الإمام مالك بن أنس فقد هيأت ابنها ووجهته ودعمته ليصبح في تلك المكانة العظيمة .
صفية بنت ميمونة والدة الإمام أحمد بن حنبل والتي مات عنها زوجُها وأحمد صغير في كنفها، فربْته وعلْمته الكتاب والسنة، وكانت تحثه على طلب العلم، والذهاب إلى حلقات العلماء حتى بلغ تلك المكانة .
أم عبد الرحمن الناصر .. الخليفة الأموي الملقب بصقر قريش الذي حكم الأندلس وأحيا الخلافة الأموية هناك، ثم خاض المعارك والملاحم مع الأوربيين، وأصبحت قرطبة في عهده مقر خلافة يحتكم إليها أمراء أوربا وملوكها، ويذهب إلى جامعتها طلاب العالم ؛ نشأ يتيما، فاعتنت أمه بتربيته ورعايته حتى أصبح في تلك المكانة .
والعديد والعديد من الأمهات كأم السلطان العثماني محمد الفاتح وأم الإمام البخاري وغيرهن نحتاج لمجلدات حتى نذكر بعضهن .
كما أن للمرأة نفسها إسهامات لا تعد ولا تحصى ويدونها التاريخ بحروف من ذهب سنذكر عددا قليلا منهم .
أول جامعة في العالم جامعة القرويين التي تأسست عام ٨٧٧م أسسها فتاتين مريم وفاطمة الفهري.
أول مبرمجة حاسوب في التاريخ الإنجليزية آدا لوفلايس .
أول شخص يحصل على جائزتي نوبل في مجالين مختلفين العالمة الفرنسية ماري كوري في مجالي الكيمياء والفيزياء .
ولولا عالمة الفلك مريم كوشيار أو مريم الأسطرلابية التي اخترعت الأسطرلاب المعقد ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن في علم الفلك .
تلك نقطة في بحر من إنجازات المرأة في مجال العلم .
ولو تحدثنا عن النساء التي غيرت مجرى التاريخ يلزمنا ساعات وساعات . لذلك سنكتفي بأمثلة بسيطة .
الداعم الأول للرسول عليه الصلاة والسلام كانت زوجته السيدة خديجة بنت خويلد .
السيدة أم سلمة كان لها دور بارز ورأي سديد في صلح الحديبية وساهمت في الحفاظ على وحدة المسلمين .
شجر الدر زوجة السلطان نجم الدين أيوب تولت العرش ثمانون يوما بعد وفاة زوجها ولعبت دورا تاريخيا في صد الحملة الصليبية السابعة على مصر .
أخيرا المرأة تاج على الرؤوس سواء كانت أما أو زوجة فلها منا في عيدها كل التحية والتقدير والاحترام.