مقالات

تصدع في صفائح الإنسان

الاديب محمد ديبو حبو 
التمزق والتخبط الأسروي والاجتماعي دليل على وجود تصدعات كبرى في قواعد التربية لدى شريحة واسعة من البشر .
أسباب هذا التمزق والتخبط واضحة وفق نظرية الإنسان الحديث
حب الإنسان للذات تحت عنوان أنا ومن بعدي الطوفان ، حب الإنسان للمال تحت عنوان المال زينة الحياة الدنيا
وتولي مسؤولي الأسر في ترتيب البيت وفق رؤى تلك العناوين والتي سيكون لها وقع سلبي بين جميع أفراد الأسرة
مما قد يؤدي إلى ارتفاع في منسوب الأخطاء الفردية والجماعية التي تنذر بنشوب صراعات بين جميع أفراد الأسرة بوتيرة عالية.
تداعيات هذا التمزق والتخبط قد تكون نقطة تحول لمسار سلوكي سلبي متدني إلى مستوى خطير يؤدي إلى انهيارات متتالية على الصعيد الاجتماعي والأخلاقي…
تكون نتائجه سلبية للغاية تنذر
بمزيد من الأحداث المؤلمة على الصعيد الاجتماعي
نتيجة تصاعد وتيرة الاختلاف في الرؤى والأفكار لدى شرائح مختلفة بين جميع مكونات المجتمع
وبالتالي سيكون هناك ارتفاع في منسوب الأخطاء الفردية والأسروية وتأثير مدى خطورة انعكاساتها السلبية على المجتمع التي تدعو للقلق نتيجة التفاعل السلبي من قبل مسؤولي الأسر وشخصيات أجتماعية ضمن إطار البيئة الاجتماعية المرتبطة بالفرد والأسرة.
التي تغض النظر عن بعض التجاوزات في سلوك أبنائهم
السلبية نتيجة انعدام التواصل معهم بشكل يومي والمشاركة الإيجابية في البحث عن حلول لبعض مشاكلهم اليومية
والتي يمكن أن تتفاقم وتأخذ أبعاد نفسية حادة في بعض الحالات ..
إن عدم القيام بواجباتهم كمسؤولين عن أسرة أو عن البيئة الاجتماعية( الوجهاء )وترك بوابة للتصرفات العشوائية من قبل الفرد أو مجموعة من الأفراد
دون حسيب أو رقيب من قبلهم قد تكون بداية لمرحلة تمرد على تقاليد وعادات ذات طابع إيجابي نشأنا عليها كما نشأ أجدادنا السابقين عليها
وللاسف حتى بعض الشخصيات القيادية في المجتمع المدني والمقصود بكبار الشخصيات الاجتماعية المرتبطة بالبيئة الاجتماعية ذاتها
والتي تمثل لهم القدوة الحسنة يسلكون الطريق الخطأ
لأيمانهم بمبدأ التغيير نحو الأفضل ..
من حيث المبدأ ( التغيير نحو الأفضل ) متفق عليه لكن من حيث النتيجة نرى
عكس ذلك طبعا بعض مسؤولي الأسر وكبار الشخصيات الاجتماعية مسؤولين عن تدهور الأوضاع الاجتماعية
لعدم قيامهم باتخاذ إجراءات حاسمة بالتصدي بحزم لمثل هذه الأفعال والأعمال ذات النشاط السلبي والتي يمكن تفادي أثرها السلبي على المجتمع ..
إلا أن صراعاً جديداً يبدو قد ظهر ( صراع الأجيال )
فمؤشرات التمرد من قبل مجموعة من الأفراد بدأت بالتوسع التدريجي في المجتمع ..حتى أن بعض مسؤولي الأسر وكبار الشخصيات الاجتماعية قد فقدوا السيطرة عليها..
مما يعني بأن الصراع القائم حالياً بين الماضي والمستقبل
( صراع الأجيال ) ..
بدأ يأخذ إطارا جديدا وأبعاداً مختلفة تدعو منتسبي هذا الصراع بالتمرد على ما يسمى بالنسبة لهم بالعادات والتقاليد القديمة فالواقع الجديد سيفرض ثقافة جديدة تحت عناوين جديدة بحسب وجهة نظرهم .
يبدو بأن التغيير الذي حدث تحت الأرض وتحركات صفائحه التكتونية هو رد فعل لأفعال حدثت فوق الأرض أبطالها
مجموعة من الأشخاص المنتسبين لقائمة صراع الأجيال…
نظرية منتسبي صراع الأجيال وفق مانراه في الواقع
ثقافة جديدة وفق واقع جديد
عدم التقيد بالعادات والتقاليد القديمة
كل فرد مسؤول عن تصرفاته وأفعاله
لا قيود على الحريات الشخصية
******************
بالطبع لم يتم كتابة بنود هذه النظرية من قبل هؤلاء الأفراد
فقد تم استنتاجها من قراءتنا لبنود هذه الثقافة الجديدة من خلال أعمالهم وأفعالهم على أرض الواقع الذي فقد الكثير من الصور القديمة الجميلة أهمها حب الإنسان لأخيه الإنسان
بنود هذه النظرية تدل على أنها ثقافة الفوضى اللاخلاقية والانحلال الاخلاقي هذه الثقافة المستوردة الفوضوية هي عبارة عن لوحة تحكم(رومونت كنتورل) مبرمجة على إثارة نشر بنود هذه الثقافة بين جميع مكونات المجتمع .قد يكون لمنتسبي هذه النظرية الموافقة عليها بشكل رسمي
دون الإعلان عنها وقد يكون البعض منهم هو لمجرد شغف حب التغيير
وأي تغيير هو المقصود يا ترى
في سلوك الإنسان المعاصر
هل اللقاءات الثنائية بين الطلاب بأجناسهم المختلفة في بعض الأماكن العامة كلحدائق ووالخ والقيام ببعض التصرفات
الشاذة اللأخلاقية هل هو المقصود بالإيمان بمبدأ التغيير نحو ثقافة منفتحة على الحريات
وهل شرب الأراكيل من قبل الفتيات والنساء في الأماكن العامة هو المقصود بالإيمان بمبدأ التغيير نحو ثقافة منفتحة على الحريات..
وهل تشبه الرجال بالنساء أيضا هو المقصود بالإيمان بمبدأ التغيير نحو ثقافة منفتحة على الحريات..
وهل استخدام القوة والعنف من قبل بعض الأفراد لتحقيق أهداف ومصالح شخصية هو المقصود بالأيمان بمبدأ التغيير نحو ثقافة منفتحة على الحريات
على سبيل المثال صراع بين شابين من أجل فتاة ..صراع بين الأب والابن
صراع المصالح الشخصية
وأمثلة عديدة تتحدث عن ما يمكن اعتباره بمبدأ التغيير نحو الأفضل..
لكن للأسف هي مجرد أفعال شاذة أدت لخلق واقع شاذ تحت عنوان
مبدأ التغيير نحو الأسوا وليس الأفضل وفق رؤيتهم
الانفتاح على العالم الافتراضي بكل جوانبه وحباً منا للتغيير لمجرد التغيير وليس الإيمان بمبادئ هذا التغيير أدى إلى شلل عام في ميادين الفكر واتخاذ القرارات الخاطئة دون دراسة تداعيات ونتائج هذا الانفتاح رغم وجود العنصر الإيجابي لديه .
كل شيء من حولنا يتغير حتى الأرض بدأت ملامح التغيير تلوح بالأفق.
صراع المصالح التي سيكون لها الأثر الأكبر في إعادة تشكيل هذا العالم من جديد …
التغيير نحو الأفضل يكون من خلال
* العمل على تحقيق منجزات علمية وثقافية وفنية تليق بمستوى حضارتنا العظيمة …
* المساهمة بتطوير الكوادر بكل أطيافها الإدارية والأنتاجية لتحقيق الأهداف المنشودة على كافة الأصعدة
* إعداد خطط ومشاريع عملاقة بجهود جميع أطياف المجتمع
تحت عنوان (يداً بيد نبني الغد ).
إقامة العديد من الندوات والمحاضرات ذات الطابع التخصصي للتوعية والإرشاد لبناء جيل واعد يليق بمستوى حضارتنا العريقة والعظيمة
* إعادة بناء حقيقي لهيكلة البيئة الاجتماعية المرتبطة بالفرد والأسرة تحت عنوان حب الإنسان لأخيه الإنسان
* تنشيط دور الشباب في إعادة بناء هذا الهيكل ومنحهم أدوار قيادية ضمن إطار البيئة الاجتماعية المرتبطة بهم
* العمل وفق نظرية الإنسان هو الغاية والهدف.
الأديب محمد ديبو حبو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى