في ليلةٍ عابرة

فتاة تعيش في قرية نائية معظم سكانها من الطبقة الفقيرة ،ظواهر الفقر تبدو واضحة على معظم أهالي القرية ..

كعادتها في كل صباح تخرج من منزلها لتتجول بين شوارع القرية لعلها تجد عملاً كي تساعد جدتها على تأمين جزء بسيط من مستلزمات المنزل ..

ذات مرة وأثناء تجولها شاهدت مشهداً حزيناً جداً فقررت أن ترسم الابتسامة على ذلك الوجه الحزين ..

صحيح أنها لا تملك المال ولكن تملك الأخلاق والضمير والقيم والمبادئ وهذا بحدِّ ذاته كنز حقيقي . راحت الصغيرة تتحدث مع نفسها عندما وجدت رجلاً مسن يمشي ببطء شديد

حاملاً معه سلّة وبعض الأكياس الأخرى ..

وفي يده عصا تساعده على التوازن نوعا ما ،

قالت عليّ أن أساعده ..

بالفعل أسرعت بالتوجه نحوه تطلب الأذن منه بالسماح لها بتقديم المساعدة له

ابتسم العجوز وهز رأسه بقبول مساعدتها ..

و ما إن خطو بضع خطوات حتى نظر إليها العجوز مستغرباً هذا التصرف من الفتاة الصغيرة بعد أن اندثرت تلك الصور الجميلة في حياتنا وحل محلها صور ضبابية فوضوية خالية من أي ظواهر إيجابية ..

متسائلاً هل لي أن أسألك يا صغيرتي لما طلبت مني السماح لك بتقديم المساعدة لي …

ابتسمت الصغيرة وهي تردد

جدي العزيز: كنا أنا وأمي وأبي في ليلة باردة

كان أبي حينها مريضاً يشعر بألم شديد لم يكن لدينا أي مال

لإحضار الطبيب له من القرية. حينها رأيت أمي وهي تتضرع

إلى الله راجية منه العون والمساعدة ..

ماهي إلا لحظات والباب يطرق بقوة عدة مرات ..

أسرعت أمي نحو الباب وإذ بكيس من النقود موجود أمام المنزل .نظرت أمي حولها لعلها تجد من وضع ذلك الكيس ولكن محاولاتها بائت بالفشل ..

استطعنا حينها إنقاذ أبي

عندها قررت تقديم العون والمساعدة لأي إنسان يحتاج لمساعدة مهما كان حجمها ونوعها …

اقرأ ماورد في القرآن الكريم حول تقديم العون والمساعدة

في قول الله سبحانه و تعالى في كتابه العزيز

(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ). [التوبة:103]

(لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ). صدق الله العظيم .

الأديب محمد ديبو حبو