أخباردين

المرأة في شهر رمضان.. الجزء الأول 

بقلم /نورهان التمادى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،

هناك الكثير من التساؤلات التي تدور في الأذهان حول، متى يجب على الفتاة الصوم؟ وكيف تستقبل المرأة شهر رمضان المبارك؟ وماهي الأحوال الخاصة التي تتعرض لها المرأة في شهر رمضان؟ وغيرها من الأسئلة الشائعة وسنذكر لكم نبذة بسيطة.

اولاً: متىٰ يكون الصيام واجبًا علىٰ الفتاة؟

يجب الصيام علىٰ الفتاة البالغة العاقلة المسلمة؛ لقوله ﷺ: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ؛ عَنِ النَّائِمِ حَتَّىٰ يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الْمُبْتَلَىٰ حَتَّىٰ يَبْرَأَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَكْبَرَ».

فمتىٰ بلغت الفتاةُ وجب عليها الصيام، ولكن من الضروري تعويد وتدريب الفتيات علىٰ الصيام بصورة تدريجية منذ صغرهن حتىٰ يسهل عليهن الصيام متىٰ بلغن؛ للحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه، عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ، قَالَتْ: أَرْسَلَ النَّبِيُّ ﷺ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَىٰ قُرَىٰ الأَنْصَارِ: «مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا، فَليَصُمْ».

قَالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَىٰ أَحَدُهُمْ عَلَىٰ الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّىٰ يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ. متفقٌ عليهِ.

ثانياً: كيف تستقبل المرأة شهر رمضان؟

إن شهر رمضان شهر مبارك يأتي في العام مرة واحدة، ويسبقه شهران مباركان -أيضًا- هما: رجب وشعبان، فمن الأولىٰ للمرأة المسلمة أن تبدأ باستقبال شهر رمضان من مقدم هذين الشهرين؛ وذلك بالاستعداد الجيد الذي يتمثل في المحافظة على الفرائض، والإكثار من السنن، والأعمال الصالحات، والصدقات، وكثرة الأذكار، والدعاء، كما كان يفعل النبي ﷺ وأصحابه الكرام؛ لأنه -كما نعلم- أن المصطفىٰ ﷺ كان أكثر ما يصوم في شعبان؛ كي نجعل النفس والبدن يستعدان لاستقبال الشهر المبارك بعزيمة وانشراح صدر، كما يمكن للمرأة أن تكون ذا أثر طيب في محيطها الصغير أو الكبير كمثال يُحتذىٰ به، وقدوة لاستقبال شهر رمضان المبارك، فيمكن لها أن تقوم في بيتها بإعداد ما يمكن أن يطلق عليه (جدول أعمال إيجابية في الشهر المبارك) ويمكن أن يكون كالتالي:

• الاهتمام بشئون بيتها فيما يتعلق بالزوج والأولاد؛ ففي هذا الدافع لهم للاستعداد لاستقبال هذا الشهر الكريم بجد ونشاط.

• عمل ورد يومي لأفراد الأسرة في أوقات محددة لقراءة القرآن الكريم.

• عمل وقت للذكر والمناقشات الإيجابية فيما يتعلق بشهر رمضان وفضائله.

• تجمع نساء المنزل والفتيات الصغيرات ليصلين الفرائض في جماعة وكذلك التراويح.

• الإكثار من الصدقة، والحث عليها، ليس بالقول فقط، بل بكونها مبادِرة بفعلها.

• صلة الأرحام، وعيادة المرضى إذا لم يكُن هناك مانع، وقضاء حوائج الناس قدر الاستطاعة.

• تشجيع أفراد الأسرة من الرجال علىٰ الصلاة في المسجد، وكذلك الأولاد الصغار.

• الحرص علىٰ الاعتدال في الطعام والشراب، وعدم الإسراف فيهما.

• عدم إهدار الوقت في مشاهدة التلفاز، وخاصة ما يضيع الوقت بغير فائدة.

ثالثاً: ما هي الأحوال الخاصة التي تعرض للمرأة أثناء الصيام؟

إن للمرأة المسلمة أحكامًا للصيام تختص بها، منها:

1- الحيض والنفاس: فالمرأة إذا حاضت أو نفست أثناء الصيام وجب عليها أن تفطر، وعليها القضاء، حتىٰ ولو رأت الدم قبيل المغرب بدقائق قليلة؛ فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ» أخرجه مسلم.

2- الحمل والرضاع: فقد رخص الله تعالى للحامل والمرضع الفطر إن خافتا علىٰ أنفسهما أن يلحقهما ضرر أو مشقة غيرُ معتادة بسبب الامتناع عن الطعام والشراب، أو ينصح الطبيب بعدم الصيام، فلهما الفطر وعليهما القضاء بدون فدية.

أما إن كان الخوف علىٰ الجنين أو علىٰ المرضَع، فلهما الفطر، وعليهما القضاء، ولا فدية عليهما؛ كما ذهب إلىٰ ذلك الحنفية، والشافعية في قول، والحنابلة في رواية.

٣- تناول الحبوب لرفع دم الحيض أثناء رمضان: فيجوز لها ذلك ما لم يكن هناك ضرر عليها؛ حيث لا ضرر ولا ضرار، ويكون ذلك باستشارة طبيب ثقة مختص، وبإذن من الزوج.

٤- تذوق الطعام أثناء الصيام: فلا بأس بتذوق الطعام أثناء الصيام، بشرط الحرص علىٰ عدم وصوله للجوف، ومجه بعد ذلك، فإن ابتلعت منه شيئًا متعمدة فسد الصوم، وعليها القضاء.

يتبع….

دمتم فى آمن الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى