رموز فرعونية على كعك العيد

كتب نصر سلامة

ترتبط معظم الأعياد الدينية في مصر بعادات وتقاليد ثابتة لا تتغير، وقد نجد لها جذور منذ القدم مثل إرتباط الأعياد بعمل الكعك وغيره من أنوع الحلويات، ويأتي ترتيب كعك العيد فى المقام الأول عند جميع المصريين.
ظهر كعك العيد في رسوم المصريين القدماء علي جدران المعابد والمقابر، ومن اشهر النقوش التي سجلت مراحل خبز الكعك ما نشاهده علي جدران مقبرة الوزير “رخمي رع” وزير الملك تحتمس الثالث خلال الأسرة الثامنة عشر من عصر الدولة الحديثة.

تسجل احد المشهد مجموعة من السيدات يقوموا بمزج عسل النحل الصافي مع السمن ويضعونه على النار ثم يضيفوا إلية بعض الدقيق حتى يتحول إلى عجينة يمكن تشكيلها علي شكل مستدير ثم يحشونه بالعجوة وبعد الانتهاء يتم تزينه ببعض الفواكه.
وعن وصف النقش الذي كانوا يتقنون زخرفته علي الكعك، فقد كان عباره دائرة صغيرة في وسط الكعكة يخرج منها تموجات الي الخارج ترمز الي اشعة الشمس كما ان الكعكة نفسها تأخذ الشكل المستدير مثل قرص الشمش، ومن هنا جاءت تسميته “قرص”.

واذا عقدنا مقارنة بين ما تقوم السيدة المصرية حاليا عند قيامها بالنقش علي الكعك سنجد نفس الطريقة من عمل تموجات وخطوط تحيط بالكعكة تبدأ من منتصفها للخارج وان كان الهدف منها الاحتفاظ ببودرة السكر علي الكعك وليس تموجات أشعة الشمس.

وقد استمرت عادات عمل وخبز الكعك فى العصر الإسلامي، حيث اشتهرت صناعته فى عيد الفطر المبارك، وكان يخبز فى قوالب خاصة مكتوب عليها ” كل و أشكر “، وتم حشوه فى عهد الإخشيديين بالدنانير الذهبية والتى كانت تقدم إلى الفقراء على مائدة طولها 200 متراً وعرضها 7 أمتار، وفي العصر الفاطمى خصص الخليفة مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر فكانت المصانع تتفرغ لصنعاعته بداية من منتصف شهر رجب لملء مخازن السلطان به حتى يتمكن من توزيعه بنفسه على مائدة كان يصل طولها 1350 مترًا وتحمل60 صنفًا من الكعك والغريبة.