الرَّاحَة النفسيَّة هَدَف لا تَرَف
الرَّاحَة النفسيَّة هَدَف لا تَرَف
بقلم /
محمد ديبو حبو – غادة مصطفى
ما المقصود بالراحة النفسية … يعتقد البعض أنّ الحديث عن الراحة النفسية يخصّ الأشخاص المصابين بأمراض نفسية و هي التي تعتبر أشد وطأة من الأمراض العقلية،
في حين أنّ الراحة النفسية هي حاجة لكلّ إنسان حتى يعيش حياة متوازنة، فبدونها لا يمكن للفرد أن يكون فاعلاً منتجاً متوازناً لانَّه سيكون كطائر بلا أجنحة …
ومنه فلا بدَّ من معرفة أسس الراحة النفسية و معرفة أسباب انعدامها في حياة الفرد ونتائج ذلك أيضاً.
إذا ما نظرنا إلى بعض الأمور التي قد تبدو بسيطة نجد أنّ الكثير من الأشخاص يتأثرون مثلاً بالأصوات العالية في البيت أو في أماكن التسوق أو غيرها ويعتبرونها مصدراً للتوتر والقلق وعدم الراحة و قد ينتج عن ذلك حالة من عدم الاستقرار النفسي نتيجة خلل صحي في نظام الجسم.
و قد يتعرض أخرون لحالة نفسيةمتوترة نتيجة الضغوط غير المستقرة والتي سببها تردي أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام وتأثيرها السلبي على مجمل تفاصيل حياتهم اليومية ..
إن على الإنسان أن يعرف سبب مشكلته حتى يتمكن من معالجتها ، لأن المشاكل النفسية أشبه بالداء الذي يتمكن من الإنسان إذا لم تستخدم الحكمة في معالجته.
وأي إنسان يمكن أن يكون هو الطبيب المعالج لنفسه من خلال وضع قوانين ناظمة للمعالجة الذاتية وذلك عبر اتباع سلسلة من الخطوات أهمها الابتعاد عن مصادر الضجيج والتمتع بوقت هادئ يمضيه الإنسان مع ذاته مصطحباً الصمت كرفيق معالج يُنْسي الصخب و يعتبر كالبلسم للجروح.
أيضاً البحث عن أماكن خاصة ذات طابع ايجابي تمنح السعادة والفرح والطمأنينة
مثل : الحدائق والأماكن الطبيعية التي ترفل بالجمال.
و مرافقة الأصدقاء والأحبة أصحاب اليد البيضاء والسلوك الاجتماعي النبيل .
ولا ننسى البحث عن الكلمة الطيبة والحب الصادق والصديق الوفي.
إن كلّ ذلك يتطلب مواجهة مع الذات و استثماراً للوقت.
كي نضيف لصفحات حياتنا كنز الراحة النفسية.
كما و يعتبر العلم أساس النجاح في أي خطوة.
لذلك يجب علينا استخدم الطاقة الكامنة الإيجابية فينا لتعزيز مسيرة التنمية الذاتية.
وقد تكون مساعدة الفقراء والضعفاء إحدى دعائم الراحة النفسية لأنها تغرس في الذات الشعور بالرضا عن الواقع الذاتي بالمقارنة واقع الأخرين، وكذلك لأنها تزرع الابتسامة على وجوه المحتاجين وتقرب العبد من ربّه. و خير دليل على ما ذهبنا إليه من فوائد مساعدة الأخرين على الراحة النفسية هو ما جاء في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( مَنْ عَمِلَ صَاْلِحَاً فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ أَسَاْءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّاْمٍ لِلْعَبِيْدِ ) صدق الله العظيم. وبهذا نجد أنّ الوصول للراحة النفسية هو مبتغى لابدَّ منه لننعم بحياة هادئة.