مقالات

من الواقع

د.صالح العطوان الحيالي
في أيامنا هذه أكثر الناس أن لم اقل معظمهم لا تهمهم الأفكار الصحيحة الصادقة الصالحة بقدر ما يهمهم الأشخاص والألقاب المصدرة لتلك الأفكار وان كانت خاطئة تقدير بعض البشر واحاطتهم بهالة القدسية والطاعة العمياء لافكارهم وأعمالهم واقوالهم هي واحدة من أهم أسباب ضياع المجتمعات وتخلفها وانحطاطها .. الإنسان الحر يدافع عن الفكرة الناضجة ايا كان مصدرها والانسان العبد يدافع عن الشخص ايا كانت مستوى تفاهة وانحطاط أفكاره وهذا مثل بسيط يوضح ما ذهبت اليه ….
يحكى ان رجلاً وجد أعرابياً وبعيره عند بئر ماء فلاحظ الرجل أن حمل البعير كبير ..فسأل الرجل عن محتواه فقال الاعرابي : كيس يحتوي على المؤونة والكيس المقابل يحتوي تراباً ليستقيم الوزن في الجهتين.فقال الرجل: لم لا تستغني عن كيس التراب وتنصف كيس المؤونة في الجهتين فتكون قد خففت الحمل على البعير… !؟فقال الأعرابي : صدقت… ففعل ما أشار إليه ثم عاد ليسأل الرجل : هل أنت شيخ قبيلة أم شيخ دين ..؟فقال الرجل: لا هذا ولا ذاك بل رجل من عامة الناس .فقال الأعرابي: قبحك الله لا هذا ولا ذاك ثم تشير علي ،ثم أعاد حمولة البعير كما كانت… !هكذا هم أغلب الناس لا يهمهم الأفكار وإن كانت صائبة بقدر ما يهمهم الأشخاص وان كانت أفكارهم تافهة ومنحطة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى