مقالات

صفاء النية

د.صالح العطوان الحيالي
أن سلامة الصدر واللسان من أوضح الدلائل واصدق البراهين على تمام الإيمان وكامله لقد كان السبب الأكبر لسلامة صدور هؤلاء الاخيار والتفاهم هو قوة صلتهم بالله وشدة رضاهم عنه وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا وكلما كان العبد أشد رضا كان قلبه اسلم، بسلامة الصدر راحة في الدنيا وانس وطمأنينة وثوابه في الآخر من احسن الثواب وغنيمته أكبر غنيمة . ان أصحاب النوايا الصافية لا يحملون في قلوبهم الا المحبة والخير والرحمة والإحسان والعطف والإكرام ولا يتلفظون بالسنتهم الا بالكلمات النافعة والأقوال المفيدة والدعوات الصادقة . اليكم قصة من اجمل قصص صفاء النية عن السلف الصالح .
كان طلحة بن عبدالرحمن بن عوف
أجود قريش في زمانه، فقالت له امرأته يوما: ما رأيت قوما أشدّ لؤْما منْ إخوانك .
قال: ولم ذلك ؟ قالت: أراهمْ إذا اغتنيت لزِمُوك، وإِذا افتقرت تركوك ! فقال لها : هذا والله من كرمِ أخلا‌قِهم ! يأتوننا في حال قُدرتنا على إكرامهم.. ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بِحقهم .
علّق على هذه القِصة الإ‌مام الماوردي – فقال :
” انظر كيف تأوّل بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فِعلهم حسنا، وظاهر غدرِهم وفاء.
وهذا والله يدل على أنّ سلا‌مة الصدر، راحة في الدنيا، وغنيمة في الآ‌خرة، وهي من أسباب دخول الجنة { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }.
المصدر
أدب الدنيا والدين(صـ١٨٠).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى