دينمقالات

حادث حرق المصحف.. كيف نتعامل معه

متابعة/ نصر سلامة

أضرم أحد المتظاهرين النار في نسخة من القرآن الكريم وسط تجمع صغيرخارج أحد مساجد ستوكهولم، وذلك تزامنا مع بدء عيد الأضحى.
وتعليقا على هذا الحدث كتب عمرو الحسيني خطيب متطوع بالأوقاف باسوان:
من حين لاخر نجد بعض الموتورين يقومون بحرق القرآن الكريم، ولا نعرف ما الدافع لهذا؟ ولماذا التركيز على حرق القرآن الكريم تحديدا؟
هذا يعنى أن المقصود هو المسلمون، والمسلمون فقط، وانا اسأل: لماذا هذا الحقد وهذا البغض وهذه الكراهية الشديدة للمسلمين ولكتابهم المقدس؟
القرآن الكريم بالنسبة لنا ليس هو هذه الوريقات التى يحرقونها، ولا هذه الأحرف التى تضمها هذه الصفحات. ولكنه كلام رب العالمين، الذي نزل به الروح الأمين، على قلب سيد المرسلين، بلسان عربي مبين، وهو الذى نتعبد بتلاوته، وهو آخر الكتب السماوية، ولا يعرف هؤلاء أننا أمة قرآنها محفوظ فى صدورها، فلقد ضمت صدورنا هذه الأحرف النورانية قبل ان تحمله هذه الأوراق.
وفى كل مرة يقوم أمثال هؤلاء بمثل هذا العمل تكون ردة فعل المسلمين هى الخروج فى مظاهرات حاشدة تعبر عن حب وتعلق هذه الأمة بكتاب ربها عز وجل.
ولكني أرى ان خطأ هؤلاء نابع عن جهل، وعن معلومات مضللة اصابتهم بما يسمى الإسلاموفوبيا، وأنا اري ان المسلمين قد يكونوا مساهمين مع هؤلاء فى هذا الخطأ، فلابد ان تكون ردة الفعل الإسلامية ليست فقط بمظاهرات، ولكن على المسلمين ان يكونوا خير سفير لخير شريعة، ان يأتمروا بأوامر القرآن، وينتهوا عند نواهيه، ويقفوا عند حدوده، بذلك يكونوا قد تأسوا بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم الذى كان قرآنا يمشي على الأرض
وينبغي للمسلمين استغلال الفرصة لصالحهم بان يبينوا للدنيا كلها ما هو الإسلام، ويجتهدوا فى إزالة الغشاواة عن قلوب وأعين الجهال، ويوضحوا حسن شريعته، وعدل حكمه، وشمول توجيهاته، وسمو تعاليمة.
وأن يبينوا للدنيا كلها ان الاسلام هو دين التعايش السلمي والتسامح وليس دين القتل، هو دين حقوق الإنسان عموما والمرأة خصوصا. وهو دين حقوق الحيونات والنباتات بل والجمادات، وعليهم ان يبينوا للدنيا كلها ان الإسلام دين الحرية المحاطة بسياج العبودية لله عز وجل، ليس دينا للحرية المطلقة التى لها عواقبها الوخيمة على كل الأصعدة، وانه دين العفة والطهارة لا يسمح بالزنا واختلاط الانساب، وهو دين الأخلاق الحميدة التى من اجلها كانت بعثة النبى محمد صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق.
بمثل هذا وبغيره نستطيع ان نطفئ هذا الحريق الذى نشب فى القرآن الكريم وفى قلوب المسلمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى