مقالات

مشيرة موسى تكتب ” اكل العيش “

زمان كانوا بيقولوا ” اكل العيش يحب الخفية ” … لكن واضح ان المقولة دى بقت ” يايييي ” حاجة بلدى جدااااااااا … ما هو طريقة ونوعية اكل العيش اختلفت تماما … انا عايزة اتكلم عن نوعيات مختلفة من البشر بتظهر خصوصا فى رمضان … كان نفسى اتكلم عن فئة الموظفين … لكن الكلام ده هيحتاج مقال لوحده … خلينا المرة دى فى نوعيات تانية من البشر … فئة الحرفيين مثلا … اللى ابتدوا من دلوقتى يعلنوا العصيان علشان ” كل سنة وانتم طيبين داخلين على العيد “… لكن اكيد لو فى مشكلة فى السباكة مثلا مش ممكن تستنى لبعد العيد … يكون الحل ايييه انهم يرفعوا الاسعار … حاجة كده زى “الكشف المستعجل” … وممكن كمان يخترعوا حل مؤقت للمشكلة لحد بعد العيد … يعنى المشكلة تتحل علي مرتين وكله بثمنه … زمان كان ” السباك أو الكهربائى أو سمكرى السيارات ” مثلا بيتفنن انه يحل اى مشكلة … ويا ريت تكون المشكلة عويصة … علشان هو ده اللى هيخلى صاحب المشكلة يرشحه لأى واحد عنده مشكلة فى هذا المجال … رجعت تانى اقول زمان وأيام زمان …
طيب خلونى اقولكم عن حاجة عمرى ما شفتها زمان … على كل كوبرى وعند كل ناصية أو إشارة … هتلاقوا بشر عجيب … رجالة وستات واطفال اشكال مالهاش حل … هما اختاروا ياكلوا عيش ” أو جاتوه ” بدون اى مجهود ذهنى … بلا تعليم بلا وظيفة بلا وجع قلب …
هتلاقوا شباب مفتولى العضلات … حاجة كده زى بتوع ” ورينا القوة يا واد انت وهو فى الليلة الكبيرة ” … ماسكين مثلا بلونات كبيرة جدااااااااا … ” فقاعة هواء ” … واقفين ينططوها … ويا ويله اللى معاه عيل صغير … الزن مش هينتهى … ولو قدرت تفلت من واحد منهم … مش هتفلت من التانى … عايزة اعرف هما بيبيعوا بكام في اليوم علشان يصمموا يبيعوا الهوا للناس بدل ما يشتغلوا حاجة مفيدة …
هتلاقوا ستات وعيال … منهم منقبات واقفين يبيعوا مناديل ورقية … كمية الزن هنا كمان غير معقولة … ومع الزن هما واقفين بلزاجة يرصدوا كل حاجة داخل عربيتك … ودلوقتي كمان اتنصحوا وبيختاروا العربيات الغالية … يعنى بينقوا … سألت واحدة منهم مرة … ممكن اجيب لك شغل … رفضت بشدة … طلع ان مش بس ” الهوا” لكن” الورق ” كمان ممكن يفتح بيوت … مش عارفة ازاى …
طبعا لازم اكلمكم كمان عن فئة من الناس امتهنت
” الشحاتة ” الموسمية … فى منطقة زى الشيخ زايد مثلا … الناس دى بتيجى فى ميكروبوصات الصبح وتروح بالليل مع الغلة … تنظيم رائع … سكان زايد السنة اللى فاتت اكتشفوا … ان فى مجموعة منهم بيأجروا شقق فى المواسم … يعنى قبل رمضان والعيد الكبير … وطبعا إلى جانب مشكلة وجودهم غير المرغوب فيه اساسا … بتظهر مشكلة النظافة قبل المغرب ورميهم لاطباق الأرز والخضار فى الحدائق بعد اختيار وفصل البروتينات …
طبعا الكلام بيجيب بعضه ولازم نحكى عن مستأجرى بدل ” عمال النظافة ” اللى بيظهروا كتجمعات لونية كل عدة امتار … اما الأكثر اجراما فى هذه الفئة الطفيلية … فهم من يستغلون المرضى من الأطفال وكبار السن فى الشحاتة … ولو كان الأمر بيدى لغلظت عقوبة هذه الفئة غير الرحيمة من البشر …
عارفة اكيد ان العيشة غالية … لكن انا باتكلم عن ناس بتستسهل … انا اتعلمت من العمل الاجتماعى زمان … ان مهنة الشحاتة هتزيد مع كل قرش هتطلعه من جيبك … إن ممكن تجيب لطفل اكل لكن بلاش فلوس … وعارفة ومتأكدة ان فى جمعيات كتيييييير بتعلم الشباب مهن مختلفة … وزعلانة من كم الشباب اللى فى الشارع واستسهلوا ” الشحاتة ” المقنعة … ومش عايزة اسمع حاجة من الناس اللى بتقول الشحاتين موجودين فى كل العالم … لأن الموضوع عندنا مبقاش ظروف بس لكن هو استسهال … شوفوا وبصوا كده علي النوعية دى من الشباب … نوعية الملابس وقصة الشعر والسيجارة والموبايل … ولسان حالهم بيقول ” ليه اكل عيش … لما ممكن اكل جاتوه ” …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى