بوغاز دمياط ( الفرع الفاتيمي )
آثاري / تامر العراقي
حسب ما ذكره المؤرخ سترابو بأن الفرع الفاتيمي ( فرع دمياط) كان ثالث أهم فرع من فروع النيل بعد الفرع الكانوبي والبيلوزي ، ومع ذلك اندثر الآخران وبقي فرع دمياط ، ومن المعروف تاريخيا تعرض شمال مصر والساحل السوري وفلسطين لزلزال ( تسونامي) في عام ٥٥٠ م و تكونت علي أثره بحيرة تنيس أو ( المنزلة ) بعد أن اجتاحها البحر وبعد انحصار مياه البحر مرة أخرى تكونت الجزر من الأراضي العالية لتصبح تلال أثرية وسط البحيرة وعددها حوالي ٤٧ تقريبا ، وحسب ما أفادت به الدراسات الجيولوجية والتي امدني بها العالم الجيولوجي الكبير الدكتور هشام الاسمر أستاذ الجيولوجيا الشاطئية بجامعة دمياط والملحق الثقافي الأسبق لمصر باليونان بوجود تآكل في بوغاز دمياط يصل ل١٣ كيلو متر تقريبا علي فترات متعاقبة وفي حوار مع الدكتور محمد مصطفي عبد المجيد المتخصص في الآثار الغارقة والذي أفادنا بوجود إشارات لمعركة رمسيس الثالث مع شعوب البحر والتي كانت في أوسع فرع من فروع النيل جهة الشرق ، لذا فمن المحتمل أن تكون قد حدثت المعركة بفرع دمياط عند المصب ، علما بوجود فرعان آخران مندثران ما بين دمياط وبورسعيد في نطاق بحيرة المنزلة ( الفرع التانيسي والفرع المنديسي) ، كذلك وجود إشارات مسجلة لمعركة رمسيس الثالث مع شعوب البحر عند ساحل دمياط ونصب المتاريس وأقام الاستحكامات. ولعل ما يرجح ذلك منظر معبد مدينة هابو والذي يصور تلك المعركة بين رمسيس الثالث وشعوب البحر وأنتصار الجيش المصري. وكان هذا أول لقاء بين المصريين والأوروبيين ، وكذلك وجود إشارات كلاسيكية لمعركة حدثت قرب دمياط بين( بطليموس الأول) و(برديكاس) حاكم مقدونيا للاستيلاء علي ناقوس الإسكندر الأكبر لدفنه في مقدونيا نظرا لأهمية بوغاز دمياط ، ومن المعروف بأن القلاع والحصون الإسلامية أقيمت في الأساس علئ أنقاض قلاع مصرية قديمة وأقوال وحكايات الصيادين و استخراج الزعل( الأواني الفخارية) في شباك الصيد . ولكن بعد تغير جغرافية المنطقة نحتاج إلي مزيد من المسوحات الأثرية في نطاق البحيرة وعند المصب .