أخبار عالمية

رغم تعنت «نتنياهو».. توقعات بنجاح التفاهم على صفقة جديدة بشأن غزة

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

لم تظهر بعد نتائج الاتصالات المكثفة لعقد صفقة الهدنة في غزة وتبادل الأسرى، وكل ما يتم بثه خلال الأيام الماضية مجرد تعبيرات فضفاضة عن مشاعر التقاؤل الحذر بقرب اقتراب توقيع «الصفقة الجديدة»، بعد سد الفجوة بين مواقف الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس تجاه المقترح المصري بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ويتضمن المقترح المصري 3 مراحل، مدة الأولى 40 يوماً، والثانية 42 يوماً، والثالثة 42 يوماً. وقالت حركة «حماس» في بيان، أمس الخميس، إن وفداً من الحركة سيزور مصر قريباً لإجراء مزيد من المحادثات.

 

رغبة إسرائيلية

وكشفت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن رؤية كبار الوزراء الإسرائيليين، خلال اجتماع مجلس الحرب، مساء أمس الخميس، بتوقع  تلقي «رد غير إيجابي» من حركة حماس، وأن هناك اعتقادا سائدا  لدى القيادة الإسرائيلية بأن الحركة سترفض العرض الأخير. 

وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة، إن هناك اعتقاداً سائداً بأن حماس سترفض الصفقة، إذ ناقش مجلس الحرب هذا الاحتمال، وكذلك البدء المحتمل للعملية العسكرية التي تم التعهد بها منذ فترة طويلة في رفح، رغم الضغوط الدولية الرافضة لهذه الخطوة. 

وفي مقابل التوقعات أو الرغبة الإسرائيلية، برفض حركة حماس للمقترحات المصرية وعدم توقيع الصفقة، فإن التفاؤل الحذر لا يزال قائما لدى الوسيط المصري الذي يرى أجواء إيجابية لمباحثات الفرصة الأخيرة لعقد صفقة تبادل الأسرى، بينما يستمر الترقب الأكبر داخل قطاع غزة، ورصدت كاميرا الغد مشاعر الترقب بين الفلسطينيين إزاء تطورات الساعات المقبلة في محادثات وقف إطلاق النار.

وأنظار غزة باتجاه القاهرة، ترقبا لليوم الحاسم بتوقيع اتفاقية صفقة الهدنة ووقف إطلاق النار مع تبادل الأسرى.

ويرى الأكاديمي والباحث السياسي، سهيل ذياب، أن من الصعب بناء التوقعات لمصير مباحثات صفقة تبادل الأسرى وعقد الهدنة، رغم تصريحات الوسيط المصري بأن هناك مؤشرات إيجابية، وذلك لأن تجربة الثلاث أشهر الأخيرة تؤكد «أننا كلما اقتربنا من توقيع الصفقة نجد إسرائيل تضع العصى في العجلات»، حتى تتوقف مسيرة التفاوض حول وقف إطلاق النار.

 

إشارات إيجابية

وقال سهيل ذياب في حوار على شاشة الغد: «هذه المرة الأمور تختلف، لأن تصريحات التفاؤل لم تصدر فقط من جانب الأميركيين والإسرائيليين والوسطاء، ولكن بدت في تصريحات الفلسطينيين بأن الأمور ذاهبة إلى تقدم أكبر وإيجابية».

وتابع موضحا أن الإشارة الإيجابية الأولى، كانت من خلال الاتصال الهاتفي بين إسماعيل هنية ومدير المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، للتعبير بأن مقترح القاهرة يحمل أمورا كثيرة إيجابية.

وأضاف أن الإشارة الثانية، تتصل بتورط إسرائيل في تصريحات عالية السقف عن اجتياح رفح والقضاء التام على المقاومة الفلسطينية، وأمس كان هناك اجتماع امني لـ«الكابينت المصغر»، والذي دام حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وكان أكثر الاجتماعات توترا منذ بداية الحرب، ولم يصدر أي قرار  للموضوعين المركزيين المطروحين وأحدهما صفقة تبادل الأسرى، لأن هناك نزاعا بين الأجهزة الأمنية العسكرية والأجهزة السياسية.

 

العد العكسي للحرب

وتابع الباحث السياسي، قائلا إنه «إضافة لهاتين الإشارتين، هناك الوضع العام الدولي والإقليمي، والحراك الطلابي العالمي الداعم لحقوق الفلسطينيين، وتأثير ذلك على الداخل الأميركي وأيضا داخل إسرائيل، والتمزق الداخلي هناك، إذ توصل كثيرون إلى استنتاج وهو أن العد العكسي للحرب قد بدأ وستنتهي بشكل من الأشكال». 

وأضاف سهيل ذياب: «أعتقد لو تم التفاهم على موضوع واحد مركزي وهو التوصل إلى وقف إطلاق النار لفترة طويلة، لأمد طويل، فإن هذا يمكن أن يصل إلى صفقة من الممكن أن نراها قريبا».

 

 مخاوف نتنياهو 

ورغم مؤشرات التفاؤل التي لا تزال قائمة، يرى المحلل السياسي الفلسطيني، عصمت منصور، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يزال يمثل العقبة أمام التوصل لاتفاقية تبادل الأسرى، فهو يعتقد أن نهاية الحرب «كارثة» بالنسبة له ولمصالحه الشخصية. 

وقال منصور في مداخلة لقناة الغد: «إن تصريح نتنياهو بأنه سيعيد الأسرى والمحتجزين في غزة أحياء أو أموات دليل قاطع على رغبته في مواصلة حرب عبثية بالنسبة لإسرائيل، ثم إذا كان يريد إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، فإن أمامه مقترحات لعقد صفقة التبادل وهي تحظى برضا وموافقة الولايات المتحدة وأوروبا وكل الدول التي تسعى لوضع نهاية للعدوان الإسرائيلي على  قطاع غزة». 

من جانبه، يؤكد الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، نهاد أبو غوش، أن نتنياهو يتمنى أن ترفض حماس الصفقة، وإذا لم ترفضها حماس فسوف يرفضها هو (نتنياهو) ويخلق مبررات عديدة، إلا في حالة انصياعه للظروف الراهنة داخل إسرائيل حيث الانشقاق والتوتر بين قيادات سياسية وعسكرية، وكذلك للضغوط الأميركية من أجل الموافقة على الصفقة. 

وقال أبو غوش: «نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب، لأن نهايتها تعني انتخابات برلمانية مبكرة وهو لا يضمن نتائجها خاصة مع  موجات المعارضة المتصاعدة ضده داخل إسرائيل، ولذلك هو يراهن على عملية رفح لإطالة أمد الحرب شهرين أو ثلاثة حتى يتحرر من الضغوط عليه سواء من تداعيات ثورة الجامعات في أميركا، أو من المحكمة الجنائية الدولية التي تبحث  إصدار مذكرة توقيف له، وأيضا ضغوط من محكمة العدل الدولية، وضغوط عالمية أخرى تطالب بوقف إطلاق النار».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى