عربية
البرد يواصل حصد أرواح الأطفال بوسط قطاع غزة
محمد حسونه
أفاد مراسل الغد بوفاة الطفل جمعة البطران (20 يومًا)، اليوم الأحد، في خيام النازحين غرب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بسبب البرد القارس، ليرتفع عدد الشهداء بسبب برودة الطقس إلى 5 أطفال وطبيب.
وكانت حصيلة الشهداء من الأطفال ارتفعت خلال الأيام الماضية إلى 4 نتيجة المنخفض الجوي شديد البرودة الذي يضرب القطاع، وسط غياب كل عناصر التدفئة في ظل تعمد الاحتلال القضاء على مظاهر الحياة كافة.
استشهاد الطفل جمعة البطران
ورصدت كاميرا الغد الطفل جمعة البطران وهو مُجمّد على سرير داخل مستشفى في دير البلح، جراء البرد القارس. يتعرض المدنيون، وبخاصة الأطفال، لحرب إبادة يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 14 شهرًا.
صراخ هؤلاء الأطفال لم يسمع لدى الاحتلال الذي يصم آذانه عن كل ما ينادي بحقوق الإنسان أو احترام القوانين الدولية التي تندد بمثل هذه الجرائم.
هؤلاء الأطفال الخمسة، الذين تجمدت أجسادهم النحيلة من البرد، ولدوا وارتقوا شهداء في زمن الحرب، إذ إن أعمارهم لم تتجاوز الشهر.
الطفلة الشهيدة سيلا
ورصدت كاميرا الغد الأسبوع الماضي، من داخل المشرحة مشهد الرضيعة الفلسطينية سيلا الفصيح، بعد تجمد جسدها من البرد القارس في خيام النازحين بمنطقة المواصي غربي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وروى شاهد عيان للغد تفاصيل الحادث قائلا: «استيقظنا على صوت صرخات ونحيب الأم، حيث كانت الرضيعة تعض لسانها وتنزف من فمها، واكتشفنا لاحقا وفاتها، بمجرد عرضها على المستشفى».
استشهاد الطبيب أحمد الزهارنة
ويوم الجمعة، استشد الطبيب أحمد الزهارنة، الذي يعمل ضمن طواقم وزارة الصحة العاملة في مستشفى غزة الأوروبي، نتيجة البرد القارس الذي يعاني منه سكان قطاع غزة.
وقالت الوزارة إنه عُثر على جثته داخل خيمته في منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس جنوبي القطاع، مضيفة أن هذه الحادثة تأتي في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها المواطنون النازحون، حيث تزداد معاناة سكان غزة بسبب انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل التدفئة في الخيام.
اهتراء خيام النازحين
وحذَّر مكتب الإعلام الحكومي بغزة، اليوم السبت، من أن الاحتلال الإسرائيلي يتسبَّب بأزمة إنسانية مأساوية تُهدد بموت آلاف النازحين بعد اهتراء 110,000 خيمة تزامنا مع موجات الصقيع الشديدة، مطالبا بتوفير الاحتياجات الأساسية فورا.
وأشار بيان المكتب الإعلامي إلى اهتراء 81% من خيام النازحين، مؤكدا أن نحو مليون نازح يعيشون، منذ أكثر من عام ، في خيام مصنوعة من القماش، والتي أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل عوامل الزمن والظروف الجوية.
وأشار إلى أن 110,000 خيمة من أصل 135,000 خيمة أصبحت خارج الخدمة، أي ما نسبته 81% من الخيام قد تدهورت بصورة كاملة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 45 ألف مواطن، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 107 آلاف آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.