أخبار عالمية

مجزرة كمال عدوان.. ادعاءات جيش الاحتلال تتناقض مع شهادات الناجين

محمد حسونه
أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، بيانا بشأن عدوانه على مستشفى كمال عدوان الذي أحرقه ودمر محتوياته وأجبر العديد من الكادر الطبي والمرضى والمدنيين المرافقين لهم على إخلائه خلال الأيام الماضية.
وقال جيش الاحتلال في البيان، إنه «اعتقل أكثر من 240 شخصًا خلال عملية مشتركة مع الشاباك في مقر قيادة حماس داخل مستشفى كمال عدوان».
حملة دقيقة ومركزة
وأوضح أن قوات لواء 401 ووحدة الكوماندو البحري وقوات الشاباك، استكملت حملة دقيقة ومركزة ضد أهداف أسماها بـ«الإرهابية» في منطقة مستشفى كمال عدوان بعد ورود معلومات استخبارية تفيد بإعادة تحويل منطقة المستشفى إلى معقل لحماس.
وأضاف البيان: «في بداية الحملة طوقت قوات اللواء 401 المستشفى واعتقلت أشخاص اختبئوا في المنطقة وقضت على آخرين»، وتابع: «قوات الكوماندو البحري عملت بشكل دقيق داخل المستشفى وعثرت وصادرت وسائل قتالية ومن بينها قنابل يدوية ومسدسات وذخيرة وعتاد عسكري» على حد قوله.
وزعم البيان أنه «خلال الحملة اعتقلت القوات أكثر من 240 من مخربي حماس والجهاد الإسلامي وعناصر أخرى يشتبه في ضلوعهم بأنشطة إرهابية، حيث حاول عدد منهم التخفي بملابس المرضى والطواقم الطبية وعدد منهم حاول أيضًا الهروب عبر سيارات الإسعاف».
التحقيق مع مدير مستشفى كمال عدوان
وذكر البيان أن «من بين المعتقلين الذين تم تحويلهم إلى التحقيق مدير المستشفى الذي يشتبه في كونه ناشطًا في حماس إلى جانب مخربين في مجال الصواريخ المضادة للدروع والهندسة في حماس ونحو 15 مخربًا شارك في مجزرة السابع من أكتوبر».
وادعى جيش الاحتلال أنه «في التحقيقات الميدانية معهم اعترف عدد كبير من المخربين انهم خرجوا من المستشفى للمشاركة في أعمال إرهابية في المنطقة».
وزعم جيش الاحتلال أنه «خلال أنشطة القوات في المناطق المجاورة للمستشفى أطلق مخربون صواريخ مضادة للدروع وقذائف RPG نحو القوات وحاولوا تنفيذ اعتداءات أخرى دون وقوع إصابات في صفوف قواتنا.. كما هاجمت طائرات سلاح الجو وقضت على عدد من المخربين بعد محاولتهم الهروب من المنطقة».
واختتم البيان بأن جيش الاحتلال «يحافظ على أحكام القانون الدولي بخصوص المرافق الصحية بما فيها مرافق اختارت حماس أن تزرع داخلها بناها التحتية الإرهابية منتهكة أحكام القانون الدولي بشكل سافر»، حسب قوله.
جرائم الاحتلال في مستشفى كمال عدوان
وادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن عدوانه على مستشفى كمال عدوان، تأتي في ظل تصعيده المستمر ضد المستشفى الذي اقتحمه يوم الجمعة، بعد سلسلة من الغارات دمّرت البنية التحتية وأحرقت محتويات المستشفى الأكبر في شمال القطاع، كما أجبر العديد من الكوادر الطبية والمرضى على المغادرة إلى أماكن مجهولة ومستشفيات خارجة عن الخدمة.
وكشفت شهادات وإفادات من مراسلي الغد عن مزيد من الانتهاكات التي ارتكبها جيش الاحتلال في أثناء اقتحام مستشفى كمال عدوان.
وأفاد مراسل الغد، بانتقال ممرضات من مستشفى كمال عدوان إلى المستشفى المعمداني في مدينة غزة، وذلك بعد إجبار الاحتلال لهن على المغادرة.
وقال مراسلنا إن الممرضات تعرضن لعنف وإجبار على خلع الحجاب على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي.
كما أفاد مراسل الغد باستشهاد عدد من المرضى في مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع بسبب انقطاع الأكسجين أثناء اقتحام الاحتلال للمستشفى وإخلائه قسرا.
وأفاد مراسل الغد باستشهاد عدد من الكوادر الطبية حرقًا في مستشفى كمال عدوان نتيجة امتداد النيران إلى أقسام واسعة فيه جراء العدوان الإسرائيلي، كما اعتقل الاحتلال مدير الدفاع المدني في شمال قطاع غزة أحمد الكحلوت.
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد انقطع الاتصال تماما مع المتواجدين داخل المستشفى عقب محاصرته من قبل جيش الاحتلال، ومطالبته للكوادر الطبية والمرضى والمرافقين ويُقدّر عددهم بنحو 350 مواطنا، بينهم 170 كادرا طبيا بالنزول إلى ساحته تمهيدا لاقتحامه.
وحمّلت وزارة الصحة إسرائيل «المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى والجرحى والطواقم الطبية».
حماس تُكذب الاحتلال
من جهتها، نفت حركة حماس نفياً قاطعاً وجود أي مظهر عسكري أو تواجد لمقاومين في المستشفى، سواء من كتائب القسام أو أي فصيلٍ آخر، فالمستشفى كان مفتوحا أمام الجميع والمؤسسات الدولية والأممية التي تعرف المستشفى جيداً.
وقالت الحركة، في بيان، «إن أكاذيب العدو عن المستشفى هي لتبرير الجريمة النكراء التي أقدم عليها اليوم بإخلاء وحرق جميع أقسام المستشفى، تطبيقاً لمخطط الإبادة والتهجير القسري».
كما استنكرت حركة الجهاد انتهاكات الاحتلال بحق الأطقم الطبية والمرضى والنازحين في مستشفى كمال عدوان.
وشددت على إصرار حكومة الاحتلال على مواصلة حرب الإبادة وإفشال جميع المبادرات الرامية لوقف إطلاق النار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى