لبنان.. هل يتخطى عقبات تشكيل الحكومة ليبحث ملف انسحاب إسرائيل؟
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
على الرغم من حالة الهدوء الحذر الذي يشهده لبنان، فأن كواليس المشهد ربما تعكس غير ذلك، فرئيس الوزراء المكلف نواف سلام ما زال يبحث منذ أربعة وعشرين يوما في حل معضلة تشكيل الحكومة.
مقربون من جهود تشكيل الحكومة قالوا إن عُقدة الوزير الشيعي الخامس حالت دون إعلان الحكومة للمرة الثانية خلال أقل من أربع وعشرين ساعة.
ملف آخر لا يقل سخونة عن ملف الحكومة ألا وهو صمود اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وانسحاب قواتها من جنوب لبنان وفق الاتفاق.
فشبح انهيار الاتفاق يلوح في الأفق بين الحين والآخر في ظل خروقات قوات الاحتلال وتهديدات حزب الله بعدم التزام الصمت طويلا أمام تلك الخروقات.
عقبات أمام حكومة لبنان
حول هذا الموضوع دارت نقاشات في حلقة اليوم الخميس ببرنامج «مدار الغد» الذي يعرض عبر قناة «الغد»، وفيه قال من بيروت الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد فادي داوود، إن الحكومة اللبنانية تواجة مشكلات كثيرة، أولها موضوع تكوين السلطة التنفيذية في الداخل اللبناني، بما يعني «مَن يكلف ومَن يؤلف وكيف يؤلف وبالتشاور مع من؟».
وأضاف داوود، أن المشكلات الداخلية تنعكس على الحكومة اللبنانية، وأهم هذه المشكلات هي الأطراف السياسية التي تطالب بضمانات لتنفيذ الاتفاق الـ 1701 وهناك مَن يرفض هذا الاتفاق، لأن لديه اعتراض كبير، مشيرًا إلى الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، خصوصًا فيما هو خارج حدود الليطاني.
وتابع: يضاف إلى هذه المشكلات الداخلية، عدم مباركة إقليمية عربية وعدم رضا أميركي، فنحن نعرف وسمعنا ونتابع أن أميركا قد أعلنت أنها لن تدعم ولن تساعد ولن تسهل مشكلة في لبنان مثل الانسحاب الإسرائيلي، ما دام أن الثنائي الشيعي هو مُمثّل في هذه الحكومة.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يضغط باتجاه حكومة غير سياسية حتى يعطي المبرر لرئيس الحكومة لتأليف حكومة لا يتمثل فيها حزب الله في الوقت الذي ضمّ رئيس الحكومة المكلف حزب الله.
وقال «أنا أفهم موقف رئيس الحكومة الذي يريد مكون لبناني، لكن الواقع تمثل حزب الله الحكومة اللبنانية وبقية الأحزاب لم تتمثل».
وأشار إلى أن نواف سلام صلح مؤخرا التمثيل وأخذ من القوات اللبنانية لكن ما زالت بقية الأطراف السياسية لديها اعتراضات، وبالتالي فإن المشكلات كبيرة بشأن تأليف الحكومة.
واستطرد: «أنا أعتقد أننا قد نكون أمام فترة ليست بالقصيرة قبل أن نشهد تأليف الحكومة اللبنانية»، مشيرًا إلى أن هناك أمورًا تتحكم في المشهد اللبناني، منها مشكلة على الحدود الشرقية مع جبهة تحرير الشام، وهي من المشكلات التي قد تؤسس لمشكلات من نوع آخر.
من باريس قال الدكتور خلدون النبواني أستاذ الفلسفة السياسية في جامعة السربون، إن قوى كثيرة تتجاذب لبنان لتشكيل الحكومة منها ما هو داخلي ومنها هو خارجي، وعلى كل يبدو أن هناك خلاف.
وأضاف: أن فرنسا لديها مصلحة كبيرة في لبنان، ولديها دور حقيقي في لبنان، ودور تاريخي، والفراغ في لبنان يدفع فرنسا الآن أن تدخل من خلاله.
خلاف أساسي
المحلل السياسي، محمد علوش قال للغد، إن خلف إصرار رئيس الحكومة المكلف على اسم لمياء المبيض (رئيسة معهد باسل فليحان المالي) لتكون الوزيرة الشيعية الخامسة في الحكومة يخفي ربما صحة تسريبات نسمعها مؤخرا حول موقف أميركي من رفض مشاركة حزب الله أو أي اسم يسميه الحزب في الحكومة المقبلة.
وأضاف علوش: ربما يكون هذا هو الخلاف الأساسي الذي يمنع ولادة هذه
الحكومة، مطالبا بالانتظار إلى بعد لقاء الوفد الأميركي الذي يصل إلى بيروت خلال ساعات، كونه يحمل معه أي جديد بشأن هذا الموضوع.
وتصل مورغان أورتاغوس نائبة للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط عاموس هوكستين، إلى بيروت الليلة، لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
وفي ظل فشل تشكيل الحكومة قد يبدو الاتفاق معرضا للتمديد مرة جديدة.
المحلل السياسي يوسف دياب، يقول للغد: أنا بتقديري اليوم أن إعاقة تشكيل الحكومة سيؤخر انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها في جنوب لبنان، وربما تتخذ منها ذريعة لعدم الانسحاب من الجنوب.
وأضاف أن هذه عدم تشكيل الحكومة يعني رسالة سلبية إلى الداخل اللبناني بالدرجة الأولى وإلى المجتمعين العربي والدولي بأن لبنان غير قادر حتى الآن أن يُكوّن السلطة ويبدأ عملية إصلاح حقيقية.