أصدقاء السوء وثعبان السيدة

كتب- د.صالح العطوان الحيالي

رفاق السوء درجات بعضهم أسوء من بعض وصفات رفاق السوء كثيرة يجمعها كلها البعد عن الله فمن صفاتهم التفريط بالواجبات وتضييع الأوقات في الريبة والنميمة ومن صفاتهم الوقيعةفي أهل العلم وعباد الله الصالحين ، رفاق السوء صحبتهم خطرة.قال الشاعر :

تجنب قرين السوء وصارم حباها.. فإن لم تجد منه محيصا فداره
ولازم حبيب الصدق واترك مراءه.. تنل منه صفو الود ما لم تماره.
وقال شاعر اخر:

وصاحب أولي التقوى تنل من تقاهم..ولا تصحب الاردى فتردى مع الردى .

يحكي أن سيده عثرت علي ثعبان جائع بردان .. فقررت أن تنقذه مما يعانيه .

أخذته الى بيتها وآوته واطعمته حتى كبر الثعبان وأخذ يعتاد عليها .. فينام بجانبها و يتبعها في كل مكان .. في يوم توقف الثعبان عن الأكل تماماً .. حاولت السيدة الرحيمة أن تطعمه خوفا عليه و هي تظن أنه مريض .. لكن ظل على حاله أسابيع طويلة لا يأكل .. يتبعها الثعبان .. يتدفا بها .. ينام بجانبها بينما هي حزينة عليه تفكر كيف تجعله يأكل .. بعد عدة أسابيع قررت أن تأخذه الى البيطري ليفحصه لعله مريض فيه أمل في الشفاء.

سألها الطبيب : حين شاهد الثعبان يتحرك حول المرأة .. هل هناك أعراض اخرى عدى قلة شهيته .. أجابت لا شي آخر مهم ..! سألها الطبيب : هل يزال يرقد بجانبك .. ردت السيدة الطيبة نعم هو متعلق بي يتبعني أينما ذهبت .. و ينام بجانبي في السرير .. !و أحيانا يلتف حولي طمعا في الدفء وحين أستيقظ يتبعني بعينه فأهرع الى تقديم الطعام له فلعله جائع لكنه للأسف لا يأكل شيئا و يظل مكانه .. تبسم الطبيب وقال لها :

يا سيدتي أن الثعبان ليس مريضا بل يستعد لالتهامك .. ! أنه فقط يحاول أن يجوع فترة طويلة حتى يمكنه أكلك و يحاول كل ليلة أن يلتف حولك ليس حبا فيكي .. لكن يحاول أن يقيس حجمك مقارنه مع حجمه حتى تستوعب معدته وجبة بحجمك ..! أنه يعد العدة للهجوم عليك في الوقت المناسب فخذي حذرك و تتخلصي منه سريعا ..!

قصة مرعبة .. لكن تحدث كل لحظة حولنا .. و أننا قد نأمل أننا نستطيع تغيير من حولنا بالحب ، أو بالإحسان لهم ، أو اطعامهم ، ربما ننجح أحيانا ، لكن هناك طبيعة متجذرة في البعض ، لا ينفع معها الإحسان ولا تعالجها المحبة ، بل الإقتراب منه خطر جسيم . 

بادر بالتخلص من ثعبانك ، الأصدقاء و رفقاء السوء و جلساء السوء ، إرأف به لكن دون أن تقربه منك ، أحسن إليه لكن بدون أن تلتفت له ، أعطه حجمه لكن دون أن تصغره أو تجرحه.