كتب / حسن علي حسن
لقد آن الأوان للم شمل الأمة العربية دون تردد أو تأخير فيكفي ما عانته من شتات علي مدار سنوات طويلة ذاقت فيها مرارة الفرقة والم الصراعات الطائفية والمذهبية وخسرت فيها البلدان العربية هيبتها وسط عالم لا يعترف الا بمنطق القوة والهيمنة وقانون الغاب الذي يأكل القوي فيه الضعيف. إن الأحداث الجسيمة والأخطار التي ابتليت بها الأمة طوال السنوات الماضية وسقوط بعض الأنظمة وانهيار دول كانت ملء السمع والبصر ودخولها في دوامة الصراعات الداخلية جعلت من هذه الأمة فريسة سهلة للمتربصين بها وما أكثرهم وقد خسرت الآلاف من أبناءها جراء هذه الحروب والصراعات فبداية من العراق وماحدث فيه بعد حرب الخليج وسقوط النظام الحاكم و سيطرة أمريكا وحلفائها علي مقدرات وثروات بلد بحجم العراق بلد عريق من وطننا العربي وماتبعه من دخول هذا البلد في نفق مظلم من الصراعات المذهبية والطائفية وتفتت الجيش الذي كان يعد من أقوي الجيوش العربية في المنطقه وأنهار بالكامل وتم نهب خيرات هذا البلد الغني بثرواته من الداخل والخارج حتي ضعفت الدولة وأنهار اقتصادها ثم جاءت ثورات الربيع العربي المزعومة لتسقط دول عربية كبري في صراعات داخلية اضعفتها كسوريا وليبيا واليمن وأخير السودان الذي دخل في أتون حرب أهلية خلفت وراءها آلاف القتلي والجرحى وتشريد الملايين من سكانها كل هذا ومازالت الأمة تعاني وتصارع من أجل البقاء بعد أن كانت قديما تحكم وتسود نصف العالم .لذلك بات لم شتات هذه الأمة ضرورة ملحة من أجل البقاء علي الساحة الدولية كتكتل عربي موحد في مواجهة أطماع الدول الاستعمارية الإقليمية والغربية في عالم يتزايد فيه التوتر والتنافس بين الدول الكبرى وكذلك لجعل الدول العربية أكثر قوة سياسياً واقتصاديا لمواجهة التحديات القائمة والمحتملة ولتحقيق الاستقرار والسلام في هذه المنطقة الملتهبة. أن تعزيز التضامن العربي في هذا التوقيت يساعد على تحقيق الأمن القومي للدول العربية من خلال تعزيز التعاون في مجال الدفاع والمضي قدما في انشاء جيش عربي موحد لمواجهة التهديدات الخارجية المتمثلة في العدوان الإسرائيلي المستمر على الدول المجاورة والتهديد باجتياحها عسكرياً كما يحدث الآن في فلسطين ولبنان وسوريا وحرب الإبادة التي شنتها علي قطاع غزة والضفة الغربية وتهديدات الرئيس الأمريكي ترامب بتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أرضهم والاستيلاء عليها دون وجه حق. أن تحقيق هذا الحلم وهو الوحدة العربية بكل ما تعني الكلمة ليس بالمستحيل ولكن يحتاج لتنفيذه علي أرض الواقع الي أولا إرادة سياسية من القادة العرب ثانيا جهود مشتركة ومتواصلة من جميع الدول العربية المعنية بهذا الأمر والتغلب علي التحديات والصعوبات التي قد تواجهها في سبيل تحقيق هذا الهدف فالعالم اليوم لايحترم الا الأقوياء .
أقرأ التالي
2025-05-04
ذكاء زوجه في منع زوجها من التدخين
2025-05-03
البلشي نقيباً لولاية ثانية… مسيرة بدأت بالحقوق وتُستكمل بالتحرير”
2025-05-02
بين جدران “الأمان”: طفولة مُغتصبة.. والمؤبد يطفئ جزءًا من صرخة الإنسانية!
2025-05-01
مشيرة موسى تكتب ” عقوبة التجريس “
2025-04-30
الإخوة والأخوات
2025-04-30
نهاية الإمبراطورية الأمريكية على يد الأحمق.. تور امب
2025-04-29
الأوقاف في الإسلام واشراقاتها الحضارية ” اوقاف النساء “
2025-04-29
فندق Triumph Plaza Hotel بمصر الجديدة يفتح أبوابه لاستقبال النسخة الرابعة من مؤتمر EPSF Conference
2025-04-28
نفوس وأرواح مهشمة
2025-04-26
توجيهات عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عامله أبي موسى الأشعري في القضاء
زر الذهاب إلى الأعلى