سياحه وآثارمقالات

أين يقع آخر نص هيروغليفي بمصر

كتب نصر سلامة

إعتاد المصري القديم علي تسجيل النقوش والكتابات علي واجهات المعابد وجدرانها الداخليه،  فهي كانت بالنسبة له مسرحا يعكس فيه كل أحواله من علاقاته بالمعبودات المختلفة وإنتصاراته علي اعدائه وغيرها .

و يوجد علي جميع جدران معابد فيله عدد ضخم من النصوص والنقوش والمخربشات الهامه ومنها ما هو مكتوب في إحدى جدران بوابه هادريان وهو من أهم النصوص بالمعبد لانه يمثل اخر نص معروف لدينا حتي الآن مكتوب بالخط الهيروغليفي ويعود الي تاريخ 24 اغسطس سنه 394 م وهو نص نذري كتبه الكاهن اسمت اكوم من كهنة معبد فيله في القرن الرابع الميلادي و ترجع أهمية النص الي تأكيد إستمرار وجود الكتابة الهيروغليفيه حتي اواخر القرن الرابع الميلادي علي الاقل .

والنقش مصحوب بصورة يشير لها كذلك للمعبود النوبي مندوليس، الذي يظهر مرتديًا التاج المميز له. والي جانب النص الهيروغليفي هناك نص آخر بالخط الديموطيقي. ويؤرخ النقش الديموطيقي بـ «يوم ميلاد أوزيريس، يوم عيد تكريسه ، العام 110 من العصر الدقلديانوسي، وهو الموافق ليوم 24 أغسطس عام 394 ميلاديًا. في ذلك الوقت كانت مصر الرومانية قد تم انتشرت لها المسيحية بشكل كبير، وكانت مصر أبرشية منفصلة ضمن ولاية الشرق الامبراطورية.

ترجمة النص الهيروغليفي
«أمام مندوليس ابن حورس، بيد إسمت أخوم ابن إسمت، الكاهن الثاني للإلهة إيزيس، للأبد على الدوام، ترتيل قول بواسطة مندوليس، رب أباتون، الإله العظيم»

 

ترجمة النص الديموطيقي :
«أنا، نسميتر أخم ، كاتب بيت الرسائل (؟) لإيزيس، ابن نسميتربانخت الكاهن الثاني لإيزيس، ووالدته إسيورت، أديت عملاً على هذا الرقم لمندوليس لطول الزمان، لأنه بشوش في وجهي. اليوم، يوم ميلاد أوزوريس، عيد تكريسه، سنة 110 [في عهد دقلديانوس].»

 

ومن المنطقي ان نجد اخر نص هيروغليفي مسجل علي معبد باقصي جنوب مصر لانه ببساطه اخر معبد قاوم المسيحيه في مصر وظل كهنته يقيمون شعائر ايزيس به حتي عام 524م حيث اغلق الامبراطور جستنيان المعبد وبعث بجيش بيزنطي لاغلاق المعبد وقتل كهنته والتخلص منهم،  وظل المعبد مغلقا حتي تم تحويله الي كنيسه فيما بعد.

ويعتبر معبد فيله من المعابد الفريدة التي أستمرت فيها الطقوس المصريه القديمه والعبادات حتي أوائل القرن السابع الميلاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى