مقالات

الخطاط” أحمد حميد ” اهتمام العرب والمسلمين بالخط العربي كان منطلِقًا من تعلقهم بالقرآن الكريم

هل يمكن القول إن اهتمام العرب والمسلمين بالخط العربي كان منطلِقًا من تعلقهم بالقرآن الكريم، ومن حرصهم على خدمة كل ما يتعلق به؛ رَسْمًا ونُطقًا وتدبرًا؟ ليس هذا مجرد قول؛ بل حقًّا لا يقبل الإنكار، فمعلوم أنه لم تكن للعرب عند البعثة حضارة مادية لافتة، ولا فنون بصرية ذات بال! ولما كان القرآن محور حياة الناس آنذاك اهتم به الناس: قراءة وتدبرًا وعمًلا، والحفاظ: جمعًا، وإتقانًا، وتأملًا، واهتم به الخطاطون: ضبطًا وتجويدًا وإتقانًا، وتفريعًا للخطوط، وتشقيقًا منها، فاخترعوا ستة خطوط رئيسة، تفرع عنها ما أوصله بعض الباحثين إلى نحو تسعين خطًّا فرعيًّا! كما خرجت الفنون الأخرى خادمةً للمصحف والمسجد، فابتدع الفنانون الأوائل الزخرفة (التوحيدية) والتذهيب، والعمارة، والأرابيسك، والبورسلين، وغيرها لتخدم الخط، الذي يخدم بدوره المصحف والمسجد، ثم ليخرج هذا الفن الراقي بعد ذلك في القصر، والسبيل، والتكية، والخانقاه، والبيمارستان، وعلى أغلفة الكتب، بل والثياب، والسيوف، والأعلام وغيرها! فلا بدع أن أقول إنه أبو الفنون الإسلامية، وباعثها، وهو الذي ملأ الحياة المسلمة تشكيلات وتكوينات وألوانًا أفانين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى