فن

في حب الفنانة المبدعة الجميلة إنعام سالوسة

كتب/خطاب معوض خطاب
الفنانة إنعام سالوسة واحدة من الفنانات المبدعات، ورغم أنها فنانة متميزة ومبدعة إلا أنها اشتهرت وسطع نجمها بعدما تعدت سن الخمسين، مثلها في ذلك مثل عدد كبير من الفنانين والفنانات، ولقد شاركت في العديد من الأفلام السينمائية مثل “الإرهاب والكباب” و”النوم في العسل” و”في محطة مصر” والعديد من المسلسلات مثل “ليالي الحلمية” و”امرأة من زمن الحب” و”عائلة الحاج متولي” و”ذئاب الجبل” و”غوايش”، ولها موقع ومكان ومكانة في قلوب المصريين مثلها في ذلك مثل الكثير من فناني الصف الثاني والثالث، الذين لم يكونوا من فتيان وفتيات الشاشة ولم تسلط عليهم أضواء النجومية، ولم تفتح لهم صفحات المجلات والصحف، واكتفوا فقط بكوننا قد فتحنا لهم قلوبنا فسكنوها ولم يغادروها.
وهؤلاء الفنانين من أمثال عبد الفتاح القصري وفردوس محمد وعبد السلام النابلسي وزينات صدقي ومحمد توفيق ورشوان توفيق وعبد الرحمن أبو زهرة وعائشة الكيلاني وتوفيق عبد الحميد وإنعام سالوسة، ربما نكون قد فتحنا لهم قلوبنا لأنهم يشبهوننا ولا يختلفون عنا كثيرا، وربما لأن أكثرهم لا يملكون ملامح النجوم والنجمات فائقي الجمال، وربما لأنهم مهمشون مثلنا، ولم ينالوا ما يستحقونه من شهرة مثل شهرة النجوم الكبار، وليسوا بجانات أو نجوم شباك ممن تكتب أسماؤهم في صدارة الأفيشات وتترات الأفلام.
وهي تعد واحدة من أكثر الوجوه قبولا لدى مشاهدي الشاشتين الكبيرة والصغيرة، فهي حينما تهل وتطل علينا، نشعر بها وكأنها واحدة منا وليست غريبة عنا، فنشعر ونحن نراها أننا نشاهد قريبة لك تشاركنا حياتنا، وكأنها هي الأم أو الخالة أو الأخت الكبيرة أو الجارة الطيبة، والفنانة إنعام سالوسة على الشاشة تبدو مثل أي امرأة مصرية طيبة صبورة وأصيلة، ولو عدنا بالذاكرة إلى مسلسل “ليالي الحلمية” بأجزائه المختلفة، واستدعينا إلى ذاكرتنا مشاهدها مع زهرة ابنة زوجها العمدة سليمان غانم، لوجدنا أنفسنا أمام الإنسانية مجسدة في أروع صورها، فهي تعامل ابنة زوجها معاملة طيبة لا تجدها الابنة من أمها، ولو استدعينا مشاهدها في مسلسل “ذئاب الجبل” مع الفنان عبد الله غيث، لرأينا مثال الزوجة المصرية الأصيلة المحبة لزوجها، رغم جميع مساوئه وعيوبه، ولعلنا نتذكر جملتها الشهيرة في هذا المسلسل التي تقول فيها “يا مرك يا نعمة”.
وكما جسدت الفنانة إنعام سالوسة شخصية الزوجة المصرية، فقد جسدت أيضا شخصية الأم في عدد كبير من الأعمال التليفزيونية والسينمائية، وبأدوارها في هذه الأعمال انضمت رسميا، وعن جدارة واستحقاق إلى قائمة أمهات السينما المصرية، أمثال الكبيرات أمينة رزق وفردوس محمد وعزيزة حلمي وغيرهن، فقد جسدت أخيرا دور الأم باقتدار في مسلسلي “الاختيار” و”الفتوة”، ولعلنا نتذكرها منذ سنوات حينما جسدت شخصية أم الفنان محمد هنيدي في فيلم “همام في أمستردام”، وأم الفنان كريم عبد العزيز في فيلم “أبو علي”، وأم الفنان هاني رمزي في أفلام “صعيدي رايح جاي” و”محامي خلع” و”عايز حقي”، والفيلم الأخير اشتهرت فيه بإفيه “إن شاء الله وألف ألف مبروك”.
ولكن يبقى دور أم سعيد الذي جسدته في فيلم “عسل أسود” يحتل موقع القمة والصدارة وحده بين جميع أدوارها، حيث أدته بتفرد وتمكن واقتدار، ففي هذا الفيلم شاهدنا الفنانة إنعام سالوسة مثلها مثل أي أم مصرية، ورأيناها تشبه أمهاتنا بالفعل، حيث نجحت بأدائها المتفرد أن تهبنا شعورا حقيقيا بالأمومة والدفء والمحبة والحنان، وهي الصفات التي لا تملكها إلا أمهاتنا، فأم سعيد تلك الأم المصرية الأصيلة الراضية بمعيشتها وحالها وتتحمل مسئولية أسرتها وتتحمل ابنها الشاب الذي لا يجد عملا، بل وتنفق عليه دون أن تجرح مشاعره أو تؤذيها، وترحب بأن تسكن معها ابنتها وزوجها وأن يعيشا معها في بيتها، وفوق ذلك كله تربي بقية أولادها الذين تركهم لها زوجها الراحل، وتتجلى قدرات الفنانة إنعام سالوسة الفنية العالية في مشهد العيدية، حينما تعطي أبناءها العيدية في يوم العيد، وفي نفس الوقت لا تنسى ابنها الشاب العاطل وصديقه مصري الذي جسد شخصيته الفنان أحمد حلمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى