مقالات
تليكتابة… أحاسيس متناقضة
بقلم _ أسامه بدر
يعرف بعضنا ما هو التناقض أو المرادفات وهما معناهم الشيء وعكسه .
الحزن يقابله السعاده
الضحكة يقابلها البكاء
الإبتسامة عكسها التكشيرة .
هذا هو التناقض أو المرادف ومن هذا المعني أو من هذه الجمل البسيطة نتحدث سويا عن موضوع اليوم
سوف أتحدث عن جيل السبعينات والذي يعيش هذه الأيام فترة مختلفة في حياته نتيجة مرورهم بأشياء وظروف كثيرة أدخلت علي قلوبهم تناقضات أربكت حسابات البعض وتعامل معها البعض الأخر بحكمة.
هذا الجيل كان يحلم متي يكبر ويتحمل المسؤلية وهو نفسه الجيل الذي ندم علي ذلك لأن ما فقده من سنوات عمره في المرح والتنزه في الحدائق والشواطيء لم يعد قادرا علي تعويضه .
هذا الجيل وهو صغير كان لا يفرح كثيرا بقدوم شهر رمضان لتعب ومشقة الصوم وكان يستعد للعيد ليفرح بالعيدية والخروجات وزيارة الأهل والأقارب معتقدا إنها خروجه أو فسحة من خروجات وفسح العيد .
وهو نفس الجيل الذي أصبح بعد ما يقرب من الخميسن عاما يتنظر شهر رمضان ويتمني أن يكون العام كله رمضان ويحزن لقدوم العيد لان برحيل الثلاث أيام لعيد الفطر ترحل البركة من البيوت .
وهو نفس الجيل الذي كان يحلم كل واحد فيه بيوم زفافه أصبح كل واحد فيهم يتمني أن يعود به الزمن للوراء ويتريث في إتخاذ هذه الخطوة حتي يلتقط أنفاسه حيث أن معظمهم تخروجوا من دراستهم مباشرة الي حقل العمل لتكوين أنفسهم ولم يعطوا أنفسهم مهلة للراحة وإلتقاط الأنفاس لأن معظمهم من أسر متوسطة الحال ويدركون جيدا عدم قدرة أهاليهم علي زواجهم ولكن قد يساعدوهم علي قدر إستطاعتهم .
هذا الجيل هو الذي فرح بأول مولود له وهو هو الجيل الغير سعيد بعدم قدرته علي تلبية إحتياجات أولاده .
نسعي جميعا لننول ما ليس في إيدينا وعندما نملكه لا نشعر بالسعادة ما هذا التناقض؟
أصبحت الفرحة قصيرة المدة في حياتنا عاصرنا الكثير من المشاكل في كل شيء سواء أشياء عامة تخص الشعوب أو مشاكل خاصة تخص المجتمع الذي نعيش فيه أو مشاكل أكثر خصوصية تخص العائلة الكبيرة وهنا العائلة الكبيرة هي أسرة الرجل وأسرة زوجته والعكس طبعا .
مع ضغوط الحياة أصبح هذا الجيل جيل السبعينات وحتي منتصف جيل الثمانينات لا يشعرون بالقيمة الحقيقية للسعادة ولا يبحثون عن مصادرها أو حتي مصادر الفرحة ولكن هذا الجيل أصبح الأن يعيش اللحظة فقط وهي وقتية فمثلا مناسبة زواج تجد أبناء هذا الجيل يفرحون ويرقصون ويتعايشون مع باقي الأجيال ويقودون الأجيال الصغيرة وتوجيههم وهم نفسهم يفرحون بإنتصارات الفرق الرياضية التي يشجعونها وهم من ينظمون حفلات أسرهم ولكن كل ذلك يتخلله مشاعر لحظية تقتنص من حياتهم القليل من الوقت ولكن ما يشغل تفكيرهم هو كيفية توفير إحتياجات أولادهم والمسؤليات الواقعة علي عاتقهم .
هذا الجيل في هذا العام معظمه تخلله إحساس غريب فنحن فرحنا بقدوم شهر رمضان وحزنا لإنتهائه سريعا ونحن أيضا كنا قلقين من تكاليفه المادية حيث نعلم جميعا أن ميزانية الشهر العادي تختلف عن ميزانية شهر رمضان ولكنه جاء خفيفا وذهب خفيفا .
واليوم ونحن في 23 أبريل للعام 2023 وهو ثالث أيام العيد نبحث عن إجابة وبما إني أحد أفراد جيل السبعينات هل تغير الزمن أم تغيرت الظروف والمعطيات ؟
من وجهة نظري المتواضعة ما تغير هو الظروف والمعطيات فمن كان صغيرا أصبح شاب ومن كان شابا أصبح رجل ومن كان يأخذ مصروفا أصبح يعطي مصروف ومن كان يعيش حياته لا يبالي بشيء أصبح هو من يحمل في رأسه كل شيء .
مضي رمضان ونحن في ثالث أيام العيد وكل ما أنصحكم به هو أن تعيشوا كل لحظة بلحظتها ولا تكثروا من الهموم برأسكم ولا تحملوا هم الغد فأنتم جيل عاني كثيرا ومازال يعاني ومن حقكم أن تنعموا بالقليل من السعادة .
كل عام وانتم بخير وصحة وسعادة