الحشاشون
بقلم محمد مهدي
انتابني شعور الكتابة عن فرقة الحشاشين عندما شاهدت (برومو) المسلسل الجديد للنجم كريم عبد العزيز حيث سيقوم بدور حسن الصباح قائد تلك الجماعة الضالة .
من المعروف أن ظهور نجم تلك الجماعة كان في القرن الخامس الهجري في وقت السمة السائدة فيه التفكك والضعف والانحلال العقائدي، ألا وهو العصر العباسي الثاني الذي ضعفت فيه سلطة الخلافة وانتشرت أفكار الخوارج والشيعة القائمة على فكرة الإمامة وتكفير الخصوم وقامت دويلات عديدة لكل منها مذهبها الخاص بها .
ومن تلك الدويلات الدولة العبيدية (الفاطمية) التي نشأت في المغرب وتمددت لتشمل مصر والشام مستغلة الضعف الشديد الذي انتاب العباسيين ، وقد انتهجت تلك الدولة المذهب الشيعي الإسماعيلي وكان حسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين من سادة تلك الدولة وبسبب خلاف على الإمامة زج به في السجن ثم ارتحل بعدها إلى بلاد فارس (إيران حاليا ) ليؤسس مذهبه الخاص به .
كان حسن الصباح يمتلك موهبة الإقناع وإظهار الزهد والتقوى فلاقت دعوته انتشارا كبيرا ، واتخذ من قلعة ( آلموت ) الحصينة مركزا لحكمه ثم استولى على العديد من القلاع ، وكانت سياسته الإرهاب وتنفيذ الاغتيالات ضد الخصوم وكان الأتباع على أتم الاستعداد للتضحية بالنفس في سبيل دعوته وهو الأمر الغريب الذي اختلف فيه المؤرخون سبب تلك الطاعة العمياء والولاء الشديد الذي كان يضرب به المثل .
فقد قال أحد الشعراء الفرنسيين مخاطبا محبوبته [ أنت تسيطرين على قلبي أكثر مما يسيطر شيخ الجبل على حشاشيه ؛فأنا حشاشك الذي يتمنى أن يحظى بفردوسك بتنفيذ أوامرك ] وهنا يعتقد بعض المهتمين بتاريخ تلك الجماعة أن حسن الصباح سيطر على أتباعه بواسطة مخدر الحشيش ووعوده لهم بالفردوس لذلك جاءت التسمية وفقا لذلك ، ولكن من وجهة نظري الشخصية الميل للبعض الذين أرجعوا سبب التسمية لسببين :
الأول أنهم كانوا يختبئون وسط الحشائش لتنفيذ اغتيالاتهم .
الثاني أنهم كانوا يأكلون الحشائش عندما يتم محاصرة قلاعهم وحصونهم .
وجدير بالذكر أن تلك الجماعة الضالة التي كانت خنجرا مسموما في جسد الدولة الإسلامية كانت نهايتها على يد ظلمة وقتلة آخرين وهم المغول التتار بقيادة هولاكو .
وفي النهاية أتمنى من الجميع أن يعوا جيدا أن تلك الجماعات المنبثقة من رحم الخوارج والشيعة لا تمت بصلة للإسلام والمسلمين في شيء .