تحقيقات

إسرائيل.. عصابات تحولت إلى دولة

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

على الرغم من فظاعة الأفعال الإجرامية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي، إلا أن جل تلك الجرائم تبدو طبيعية في حال تعقب جذور العنف في دولة الاحتلال.

ومن المعلوم أن دولة الاحتلال قامت على مجموعة من الركائز الأساسية المتمثلة في «العصابات المسلحة» التي نشأت ونمت مع تنامي الاستيطان اليهودي في الأراضي العربية.

وأسهمت تلك العصابات في توسيع رقعة الأراضي التي باتت خاضعة لإسرائيل، كما كان لها دور كبير للغاية في الكثير من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

وفي التقرير التالي نستعرض قائمة بأبرز تلك العصابات وأبرز المجازر، التي قامت بها بحق الفلسطينيين.

 

هاشومير.. البذرة الأولى للهاغاناه

تأسست في 1909 على يد مجموعة من المهاجرين اليهود من أعضاء الجمعية اليهودية السرية. وكان دورها في البداية يقتصر على حماية المستوطنات الصهيونية، لا سيما في الجليل، قبل أن تتوسع وتشمل مهامها مساحات مختلفة من أرض فلسطين المحتلة.

كما قامت العصابة بتأسيس مجموعة من المستوطنات ولم يتجاوز عدد أعضائها 100 عضو.

ولاحقا، في العشرينيات من القرن الماضي، أعلنت الهاشومير حل نفسها وتأسيس عصابة الهاغاناه.

 

الهاغاناه.. العصابة الأكثر إجراما 

في 1921 تأسست عصابة الهاغاناه في القدس، وكلمة هاغاناه تعني «الدفاع».

ومع اندلاع الثورة العربية في في 1929، استشعر المستوطنون اليهود في الأراضي العربية الخطر، فتدفق المتطوعون للانماما للهاغاناه، حتى بلغ عدد جنودها نحو 10000 آلاف جندي، و 40000 من جنود الاحتياط.

وتلقى جنود الهاغاناه دعما بريطانيا كبيرا، وساهم ضباط بريطانيون في تدريب عناصر العصابة.

وبخلاف دورها القتالي، ساهمات الهاغاناه في تنظيم «هجرات سرية» لليهود من مختلف بقاع العالم إلى فلسطين المحتلة.

وفي 1937 انشق عناصر من اليمين المتطرف في الهاغاناه، وأسسو عصابة أخرى وهي «إرجون».

 

إرجون.. مرتكبو مجرة دير ياسين

أسس الصهيوني إبراهام تيهومي عصابة إرجون في 1931. تلقّت الإرجون دعما بولندا ابتداء من 1936 وكانت الحكومة البولندية تأمل في تشجيع الهجرة اليهودية البولندية عن طريق هذا الدعم.

 

وفي 1943 تولى مناحم بيغن قيادة عصابة الإرجون.

وقامت هذه العصابة في التاسع من أبريل نيسان 1948 بارتكاب واحدة من أبشع المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، عندما أقدمت الإرجون، بالاشتراك مع عصابات أخرى، بمهاجمة قرية دير ياسين غرب القدس، وقتل وتصفية 360 فلسطينيا، من رجال ونساء وأطفال وشيوخ.

وأدت تلك المذبحة إلى فرار أهالي القربة، وبالتالي استولت العصابة الصهيونية عليها، ولاحقا قاموا بتسمية المناطق والنواحي والشوارع في القرية على أسماء مقاتلين من الأرجون.

 

شتيرن.. العصابة التي انقلبت على بريطانيا

تأسست عصابة شتيرن في 1940، على يد إبراهام شتيرن، وهو ينتمي لمجموعة منشقة عن الإرجون، وكان سبب انشقاقها هو رغبة قادتها في عدم الخضوع لتعليمات المنظمة الصهيونية العالمية.

ولاحقا نادى قادة شتيرن بمحاربة الانتداب البريطاني، على الرغم من كونه أحد أهم أسباب إيجاد موطئ قدم لليهود في فلسطين قبل تأسيس إسرائيل، إلا أن مؤسس شتيرن كان يرى أن الانتداب البريطاني يؤخر قيام دولة إسرائيل.

وقامت عصابات شتيرن بالفعل بتفجير معسكرات للجيوش العربية، وأيضا لجيش بريطانيا.

لقي ابراهام شتيرن مصرعه في العام 1942 على يد قوات الانتداب البريطانية بعدما تعقبته وقام أنصار شتيرن بالثأر لمصرعه عن طريق اغتيال اللورد موين، الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط في القاهرة.

في 1948 التحقت عصابة شتيرن كاملة بالجيش الإسرائيلي.

 

البلماح.. النسخة الأولية من الجيش الإسرائيلي

تأسست البلماح في 1941، ويعود جذرها إلى أنها كانت القوة القتالية داخل عصابات الهاغاناه قبل أن تنفصل عنها.

وشكلت عصابة البلماح في 1948 غالبية قوام الجيش الإسرائيلي، وتعددت مهامها القتالية بين شمال ووسط وجنوب الأراضي المحتلة.

وتلقت البلماح منذ اللحظة الاولى لتأسيسها دعما بريطانيا منتظما.

ولعل أبرز نقاط التشابه بين البلماح والجيش الإسرائيلي يتمثل في أنها كانت تسمح لعناصرها بالعمل ثم تقوم باستدعائهم لأسبوع واحد شهريا للتدريب. وهو الأمر الذي يشبه بشكل كبير جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بشكه الحالي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى