مقالات
من روائع الوصايا ” وصية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الى زياد بن النظر وشريح بن هاني “
د.صالح العطوان الحيالي
أمر علي عليه السلام فنودي بالناس أن أخرجوا إلى معسكركم بالنخيلة،ثم خرج وخرج الناس معه ودعا زياد بن النضر وشريح بن هاني وكانا على مذحج والاشعريين، فأوصى زيادا وقال له .. إني وليتك هذا الجند، ثم امر هما أن ياخذا في طريق واحد ولا يختلفا، وبعثهما في اثني عشر الفا على مقدمته وكل واحد على جماعة من ذا لك الجيش فأخذ شريح يعتزل بمن معه من أصحابه على حدة ولا يقرب زيادا فكتب زياد إلى علي عليه السلام كتابا جاء فيه ….. لعبدالله علي أمير المؤمنين من زياد بن النضر ….. سلام عليك ،فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد .. فإنك وليتني أمر الناس ،وأن شريحا لا يرى بي عليه طاعة ولا حقا ، وذلك من فعله بي استخفاف بامرك وترك لعهدك والسلام …وكتب شريح بن هاني إلى علي عليه السلام كتابا جاء فيه ….. لعبدالله علي أمير المؤمنين من شريح بن هاني …… سلام عليكم ،فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد …. فان زياد ابن النضر حين اشركته في أمرك ووليته جندا من جنودك ،طغى واستكبر ومال به العجب والخيلاء والزهو إلى ما لا يرضى الله تعالى به من القول والفعل ، فان رأى أمير المؤمنين أن يعزله عنا ويبعث مكانه من يحب فليفعل فأنا له كارهون والسلام ….وصل الكتابين إلى أمير المؤمنين وقراها جيدا ورد عليهما بكتاب واحد كله وصايا وتوجيهات رائعة …فكتب علي عليه السلام كتابا جاء فيه …..
من عبدالله علي أمير المؤمنين إلى زياد بن النضر وشريح بن هاني
——————————– سلام عليكما ، فإني أحمد اليكما الله الذي لا اله الا هو ، اما بعد … فاني قد وليت مقدمتي زياد بن النضر وامرته عليها ، وشريح بن هاني على طائفة منها أمير ، فان انتهى جمعكما إلى بأس فزياد بن النضر على الناس كلهم وان افترقتما فكل واحد منكم امير الطائفة التي وليناه امرها ، واعلما ان مقدمة القوم عيونهم ، وعيون المقدمة طلاءعهم ، فاذا انتما خرجتما من بلادكما فلا تساما من توجيه الطلائع، ومن نفض الشعاب والشجر والخمر في كل جانب ، كي لا يغتركما عدو ، او يكون لهم كمين ، ولا تسيرن الكتائب والقبائل من لدن الصباح الى المساء الا على تعبية ، فان دهمكم عدو او غشيكم مكروه كنتم قد تقدمتم في التعبية ،فاذا نزلتم بعدو او نزل بكم فليكن معسكركم في قبل الاشراف واسفاح الجبال واثناء الانهار ، كيما يكون ذلك لكم ردءا وتكون مقاتلتكم من وجه واحد او اثنين واجعلوا رقباءكما في صياصي الجبال وباعالي الاشراف ومناكب الانهار يرون لكم لا ياتيكم عدو من مكان مخافة او امن واياكم والتفرق فاذا نزلتم فانزلوا جميعا واذا رحلتم فارحلوا جميعا فاذا غشيكم الليل فنزلتم فحفوا عسكركم بالرماح والترسة ولتكن رماتكم من وراء تراسكم ورماحكم يلونهم وما اقمتم كذالك فافعلوا كي لا يصاب لكم غفلة ولا يلقى لكم غرة فما قوم يحفون عساكرهم برماحهم وترسهم من ليل او نهار الا كأنهم في حصون واحرسا عسكركما بانفسكما وايا كان ان تذوقا نوماحتى تصبحا الا غرارا او مضمضة ثم ليكن ذلك شانكما ودابكما حتى تنتهيا الى عدوكما ، وليكن كل يوم عندي خبركما ورسول من قبلكما ، فاني ولا شيء الا ماشاء الله حثيث السير في اثركما ،وعليكما في جريكما بالتؤدة و اياكما والعجلة الا أن تمكنكما فرصة بعد الأعذار والحجة ، و اياكما ان تقاتلا حتى أقدم عليكما ،إلا أن تبداا او ياتيكما أمري أن شاء الله ….تلك هي الوصية لم تترك شاردة ولا واردة الا وقد تم توضيحها.
المصادر
موسوعة التراجم
مختصر تاريخ دمشق
تاريخ الطبري
البداية والنهاية
مروج الذهب
تاريخ الإسلام